للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرب قضيت. تم أحطم الأصنام وأزيل الأوثان من ممفيس، ولا يبقى بعد رئيس في ديار مصر، والقي فيها الرعب. وأخرب فتروس، وأضرم ناراً في صوعن، وأنفذ إحكاما في طيبة. وأصب غضبي على سين حصن مصر، وأبيد أهل طيبة. وأضرم ناراً في مصر، فتقاسي سين أشد الألم، وتتمزق طيبة شر تمزيق، وتتعرض ممفيس للرعب في كل يوم. ويتساقط بالسيف شبان آون فيبسته، ويسبى بقية سكانها. ويظلم النهار في تحفنحيس، عندما أحطم أنيار مصر هناك، وتتلاشى كبرياء عزتها. أما هي فتغشاها سحابة وتسبى بناتها. وهكذا أنفذ أحكاماً في مصر، فيدركون أني أنا الرب" (١).

فهذا الحقد الذي صبه حزيقيال على مصر ليس إلا جزء يسير مما امتلأت به التوراة اليهودية الحاقدة، والتي يسعى اليهود والأصوليين المسيحيون إلى إخراجها إلى أرض الواقع، حيث أن أهم ما في النص التوراتي السابق هو إشارته إلى أن دمار مصر سيكون على يد ملك بابل، أي العراق. وبالطبع هذا الأمر ليس مستبعداً في ظل الوضع الحالي في العراق، والتي وصلت فيه حكومة عميله للاحتلال لسدة الحكم، مستعدة لعمل أي شيء، حيث لاحظنا محاولاتها المستمرة للتمحك بسوريا كمقدمه لجرها لحرب لتدميرها حسب الأجندة الصهيونية. كما أن موقف القيادة المصرية، التي يعتبره كثير من العراقيين والعرب، بأنه كان متآمراً بصورة فاضحة مع الأمريكان منذ بداية غزو الكويت، وحتى احتلال بغداد، يمكن أن يسهل حدوث مثل هذا الأمر مادام الجميع يتم توجيههم في النهاية من واشنطن وتل أبيب لتطبيق السيناريو التوراتي المعد مسبقاً بغض النظر عن كل اتفاقيات السلام التي وقعت مع بعض الحكومات العربية، والتي سيكون مصيرها كمصير اتفاقية غزه أريحا، والتي ضربت بها إسرائيل وأمريكا عرض الحائط، لأن التوراة منذ البداية حددت مصير أريحا المدينة الملعونة، كما جاء على لسان السفاح يوشع: "ملعون الرجل الذي يبنى هذه المدينة، وليفقد بكره حينما يضع أساسها ويفقد أبناءه عندما يضع أبوابها .. فهي المدينة الملعونة "أريحا" لا تسكنوها " (٢).


(١) سفر حزقيال - ٣٠
(٢) سفر يوشع الإصحاح ٦/ ٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>