للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي ضرب عليهم الذلة والمسكنة" (١). أما بالنسبة للأردن فقد قرر كهنة اليهود منذ القدم بأنهم سيأخذون بثأرهم من أرض بابل، وهي العراق ومن أرض أدوم ومؤاب وبني عمون، وهي الأردن. وانظر إلى قولهم في المزمور المائة والسابع والثلاثين: "اذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم القائلين: هدوا .. هدوا حتى إلى أساسها. انه يقول: لما جاء نبوخذ نصر ملك بابل ليخرب أورشليم كان أهل أدوم ومؤاب شامتين في اليهود وفرحين بعذابهم". والمقصود بأدوم هم سكان الأردن، أو العرب بني إسماعيل عليه السلام؟ (٢).

وهنا يغرق يهوه (الرب) بنهر من الحقد والضغينة على مؤاب وعمون، فيقول بلسان النبي اشعيا: "خربت مؤاب بنهر، وهلكت .. في كل رأس منها قرعة. كل لحية مجزوزة. في أزقتها يأتزون بمسح. وعلى سطوحها، وفي ساحاتها يولول كل واحد منهم سيالاً بالبكاء. وتكون بنات مؤاب كطائر تائه كفراخ منفرة، تولول بنات مؤاب على مؤاب كلها يولول ويداس مؤاب في مكانه، كما يداس التبن في ماء المزبله .. وصرح ارتفاع أسوارك يخفضه يضعه يلصقه الرب بالأرض إلى التراب". وعن ربة بني عمون (عمان الأردن الحالية) يقول الرب بلسان أرميا: "وتصير ربة بني عمون خراباً. وتحرق بناتها بالنار. اصرخن يا بنات ربة. وتنطق بمسوح اندبن وطوفن بين الجدران، لأن ملكهم، يذهب إلى السبي هو وكهنته ورؤساؤه معا. هاأنذا اجلب عليك خوفاً من جميع الذين حواليك وتطردون .. وليس من يجمع التائهين".

وبلسان حزقيال يقول الرب: "هاأنذا أمد يدي عليك، واسلمك غنيمة للأمم. واستأصلك من الشعوب وأبيدك من الأرض". وبلسان عاموس، قال الرب: "أضرم ناراً على سور ربة فتأكل قصورها. ويفيض حقد يهوه (الرب) على مملكة أدوم كنهر لا تستوعبه ضفتاه". ويقول يهوه بلسان اشعيا: "هوذا على أدوم ينزل الرب .. للرب سيف قد امتلأ دماً .. إن للرب ذبيحة في بصرة، وذبحاً عظيماً في أرض أدوم .. إن


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة ـ احمد حجازي السقا ص٨٤
(٢) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقاص٩١

<<  <  ج: ص:  >  >>