للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من وحي التعاليم التوراتية التلموذية. وهاكم مجموعة من الأمثلة والنماذج المستمدة من النصوص المذكورة مطبقة على الواقع الحي على الأرض، والناس" (١).

جمعت قوانين الحرب في العهد القديم في سفر التثنية، وفيها بيان في كيفية الاستيلاء على المدن، وأسلوب التعامل مع أهل البلاد (٢)، وهي أصبحت مرجعاً وقانوناً ومصدراً لإلهام ووحي القادة الصهاينة، ومنها: "إذا تقدمت إلى مدينة لتقاتلها فادعها أولا إلى السلم، فإذا أجابتك وفتحت يكن جميع الشعب، الذي فيها تحت الجزية، ويتعبدون لك، وان لم تسالمك وحاربتك فحاصرتها، وأسلمها الرب إلهك إلى يدك فاضرب كل ذكر بحد السيف، وأما النساء والأطفال وذوات الأربع، وجميع ما في المدينة من غنيمة فاغتنمها لنفسك، وكل غنيمة أعداءك التي أعطاكها الرب إلهك" (٣). وفي هذا السفر نرى ملامح الذبح والسلخ الدائمين ونشم منه رائحة الشي والحرق، باعتبارها الإثارة المغرية للروح اليهودي في التعامل مع كل ما هو حي. وهي إثارة يحددها الادعاء الكبير للإله القومي، الذي ما هو في افضل الأحوال سوى شيطان أمرد. وهو اله لا يربي في الإنسان بعدا إنسانياً، بسبب خضوعه لنزوات عبدته. لذا نراه في سفر (التكوين) يحزن ويتأسف ويرغي ويزبد في رغبته لمحو الإنسان عن وجه الأرض" (٤).

ويقول التلمود: "أنه مسموح لليهودي بقتل غير اليهودي دون معاقبة، وعليه ـ أيضا ـ ألا ينقذ غير اليهودي من خطر يهدد حياته مثل وقوعه في حفرة". ويفسر ذلك الحاخام الشهير (ميمانود) بقوله: "إن الشفقة ممنوعة لغير اليهودي، فإذا رأيته واقعاً في نهر ومهددا بخطر، فإنه محرم عليك أن تنقذه منه لأن السبعة الشعوب الذين كانوا في أرض كنعان، وكان مطلوب إبادتهم، ولكنهم لم يقتلوا عن آخرهم، وإنما


(١) العنصرية الصهيونية اليهودية والبعد الايديولوجى الديني ـ على حسن طه ص٦٠ - دار الهادي /بيروث- ط١ ٢٠٠٢
(٢) المجتمع الاسرائيلى وثقافة الصراع - د. عمر عبد العلى علام - ص ٥٣ - دار العلوم للنشر والتوزيع - ط١ ٢٠٠٧
(٣) صناعة الإرهاب ـ د. عبد الغني عماد - ص١١٥
(٤) ثالوث الإله القومي والشعب المختار والقوة الغضبية (الصورة والمعنى في الصراع العربي - اليهودي) - د. ميثم الجنابي- مجلة المؤتمر عدد ١١٧٤ - ١٤ - آب-٢٠٠٦ - http://www.inciraq.com/Al-Mutamar/٢٠٠٦/١١٠١_١٢٠٠/١١٧٤/٠٦٠٨١٤_١١٧٤_٥.htm

<<  <  ج: ص:  >  >>