للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الانتخابية التي يقوم بها السناتور روبرت دول لخوض انتخابات الرئاسة، ومنهم من قال: أنه جاء بسبب ضغوط اللوبي الصهيوني، وغير ذلك من الأسباب، هذا بالرغم من أن القسم الثاني من القرار يحتوى ١٧ بنداً توضح سبب صدور القرار، أغلبها بنود مبنية على معلومات توراتية صهيونية صرفه، جوهرها، أن مدينة القدس مدينة داوودية يهودية صهيونية، وتؤكد أن القدس هي المركز الروحي للشعب اليهودي. وبالرغم من كل ذلك لم يولِ أحد من محللينا السياسيين هذه البنود أي اهتمام، ولم يسألوا أنفسهم عن السبب الذي جعل القرار يصدر بهذه الأغلبية الساحقة، وعن السبب في إجماع الديمقراطيين والجمهوريين بهذه الطريقة على هذا القرار، إذا كانت المسألة دعاية انتخابية للجمهوري روبرت دول؟! وإذا كان اللوبي الصهيوني قوى لهذه الدرجة في الكونغرس الأمريكي، فما معنى الاستمرار في المراهنة على أمريكيا؟ والحديث الدائم لكثير من الزعماء العرب، عن صداقتها للعرب، والتي لم تستطع منع صدور قرار يمس مشاعر العرب والمسلمين في كل مكان؟؟!!

وهنا نتساءل: ما مصلحة أميركا الحقيقية من وراء هذا الدعم الأعمى لإسرائيل الذي يعود عليها نفسها بالأذى الشديد؟ ولماذا تتعامى عن العنف الإسرائيلي, وتبرره وتعتبره دفاعاً عن النفس وتوفر له غطاء دبلوماسياً؟ وأين المصلحة الأميركية في حشد الكراهية في عوالم العرب والمسلمين عبر احتقار القضية الأهم، التي تثير عواطف وأعصاب معتدليهم وتشد من أزر متشدديهم؟ (١). فأي شريك لعملية السلام هذا الذي يمسح لنفسه بنسف عملية السلام، من خلال قفزة على التزامات وتعهدات قطعها على نفسه؟!. وهل بقى لأمريكا أي مصداقية بعد صدور هذا القرار؟! وهل بقى لبل كلينتون أي حجة بعد رفضه استخدام حق الفيتو بحق القرار؟ .. بالطبع لا، إلا إذا كان البعض مصر على إغماض عينيه عن الحقيقة الساطعة، وهي أن الإدارة الأمريكية ـ بكامل هيئاتها ـ والشعب الأمريكي ـ بوجه عام ـ ينظرون إلى علاقتهم بإسرائيل، من منظار ديني بحث، سيكون له أكبر


(١) الوسيط الخادع .. دور الولايات المتحدة في إسرائيل وفلسطين ـ نصير عاروري الطبعة: الأولى ٢٠٠٣ـ كامبردج بوك ريفيوز

<<  <  ج: ص:  >  >>