للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهودي". ولبوش أصدقاء ذو اهتمامات بالغة العمق بإسرائيل، ولأنه بات أكثر تديناً في السنوات الأخيرة، فقد أصبح مهتماً بها بالعمق الذي يوليه أصدقاءه هؤلاء تماماً، هذا ما يقوله ـ أيضاً ـ صديق بوش الآخر اليهودي الأرثوذوكسي، الملتزم (دونالد ايترا) لمجلة نيوزويك. وتشير نيوزويك إلى أن موقف بوش من إسرائيل والفلسطينيين قد يكون في النهاية موقفا ايديولوجياً، وحتى دينياً متطرفاً، وليس موقفاًً سياسياً بحثاً. وتضيف أن زيارة بوش إلى إسرائيل في العام ١٩٩٨م، التي رتبها له ضمن مجموعة من حكام الولايات الآخرين صديقه (مات بروكس)، وقام في أثنائها بجولة في طوافة مع شارون، فوق الضفة الغربية والجولان، لم تكن فقط زيارة استطلاع على جغرافية إسرائيل، ولا حتى جولة سياسية، لقد كانت رحلة في التاريخ التوراتى. وتشير المجلة إلى أنه وصديقه الآخر (دونالد ايترا) انتميا إلى جمعية سرية تدعى (سكول وبوناس)، عندما كانا في جامعة بيل، ويقول ايترا: إن تربية بوش اليهودية وتعلمه لها ومعلوماته عنها بدأت في تلك الفترة ... لقد تربى بوش مع مجموعة يهودية، وهو شخصياً يقدر عالياً الدين اليهودي. وقد صرح الرئيس بوش أكثر من مرة بأن "اليهود هم شعب الله المختار الوحيد على وجه الأرض" (١).

وخلال الأشهر السابقة من وجوده في البيت الأبيض، لم يثبت الرئيس الأمريكي ما يدحض هذه الآراء، بل إنه، وإضافة إلى إطلاقه يد المحافظين الجدد في السياسات الخارجية، الشرق أوسطية منها خصوصاً، بنى نظاماً يستند بكل صراحة إلى البروتستانت الأصوليين، هؤلاء المتعصبين المقتنعين بان الولايات المتحدة تؤدى دوراً مركزياً في صراع الخير التوراتى ضد الشر، وهذا الدور الذي يستند إلى يقين بأن هذا البلد ينبغي أن يقود العالم. وقد توصل أحد الباحثين الأميركيين مؤخرا ـبعد دراسته لكل أحاديث الرئيس الحالي بوش وخطاباته ـ إلى أن بوش أصولي مسيحي، يؤمن بأن الضفة الغربية وقطاع غزة منحة ربانية لليهود لا يجوز التنازل عنها، وهو نفس الاعتقاد الذي عبر عنه (التحالف المسيحي) بقيادة (بات


(١) البوشنية .. سيره يهودية / بقلم شوقي أبو شعيره ـ جريدة الخليج العدد ٨٦٠٩ - ١٤ ديسمبر ٢٠٠٢م

<<  <  ج: ص:  >  >>