للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وان بوش يضمر في الحقيقة ما يعلنه بات روبنسون وغيره من قساوسة الأصوليات المسيحية الأمريكية المتطرفة، حيث إن ما كان يطمح إليه هؤلاء على الدوام ـ بحسب القس فريتس - هو "قائد على منوال شخصية داود الإنجيلية، يوحد مطامحهم السياسية مع رؤاهم الدينية". وكل المؤشرات تدل على إيمانهم بأنهم وجدوا هذا القائد اليوم في شخص الرئيس بوش. يقول (دانا ميلباك) في جريدة واشنطن بوست: "أن بوش توصل إلى الاستنتاج بأن قيادته لأمريكا بعد أحداث ١١ سبتمبر كانت مسألة قدر .. كانت إرادة الله" (١). ويقول المقربون منه إن هجمات ١١ سبتمبر لم تعطه معنى لرئاسته فقط، بل منحته مهمة ورسالة في الحياة. فبوش يعتبر قيادته لأمريكا بعد ١١ سبتمبر أمراً إلهياً واختياراً ربانياً" (٢). وربما كانت هذه الجبرية الدينية هي مصدر ما وصفه البعض بـ (التفاؤل الساذج) الذي يطبع خطاب بوش وقراراته، حتى أن أصدقاءه يأخذون عليه ذلك.

فبوش الابن الذي يفتخر بأنه لا يقرأ الكتب، ويسمى الإغريق بـ (الاغارقه) والذي تلعثم طويلاً، ولم يعرف في المناظرة التلفزيونية التي سبقت انتخابه اسم الحاكم العسكري لباكستان، لا يثير إعجابه، ولا يؤثر فيه، إلا كتاب واحد هو التوراة. وحينما سأل الصحفي الشهير (جيم لهرر) جورج بوش أثناء مناظرة تلفزيونية مع (آل غور) عن برنامجه اليومي، رد بوش بأنه يبدأ يومه بقراءة في الكتاب المقدس، وإطعام كلبه، وإعداد القهوة لزوجته. كما صرح مراراً بأن المسيح هو مثاله السياسي. وهذه مظاهر جديدة على السياسة الداخلية الأميركية، كما لاحظ البروفيسور (جون أسبوزيتو) مدير مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة (جورج تاون)، في كتابه الجديد (الحرب غير المقدسة) (٣).


(١) جريدة الخليج ـ١١ـ٣ـ٢٠٠٣م ـ عدد ٨٦٩٦
(٢) الواشنطن بوست ٠٩/ ٠٣/٢٠٠٣م
(٣) البوشنية .. سيره يهودية / بقلم شوقي أبو شعيره ـ جريدة الخليج العدد ٨٦٠٩ - ١٤ ديسمبر ٢٠٠٢م

<<  <  ج: ص:  >  >>