للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأفكار الصهيونية تغزو عقول الطبقات المثقفة]

تأثر كثير من الأدباء والفنانين بأفكار وأساطير العهد القديم، وأصبح مصدر إلهام لكثير منهم "فقد فسحت الأجواء البروتستانتية المجال واسعاً أمام اليهودية لدخول عالم الفن والأدب، وما عادت أهمية التوراة تنحصر في كونها كتاباً دينياً، إذ أضحت مرجعاً لتعليم الأخلاق. وهكذا انطلقت اليهودية مع عصر النهضة لتصبح ركناً أساسيا في الفكر الأوروبي الحديث، ومصدر الهام لشعراء الغرب وأدبائه ورساميه" (١). و"اليوم تضم اكبر متاحف الدنيا وأهمها، اللوحات الزيتية للفنانين المسيحيين البروتستانت، الذين خلدوا مرحلة وهج الإصلاح الديني برسمهم حكايات التوراة وأنبياء التوراة عوضاً عن القديسين. ويحتل (رمبراندت) الرسام الهولندي البروتستانتي مكان الصدارة في بعث المشاهد الإسرائيلية القديمة وشخصياتها. فقد استلهم رمبراندت التوراة عندما رسم العديد من اللوحات لإبراهيم ويعقوب وشاوؤل وشمشون وإستر وداود، كما إنه استلهم الحياة اليهودية المعاصرة، فرسم عروساً يهودية ولوحة ليهودي طاعن في السن" (٢). أما في مجال الأدب فقد أصبح أنبياء اليهود يحتلون بالتدريج مكانة الأبطال اليونانيين الكلاسيكيين في عالم الأدب الغربي. كما شاعت شخصيات العهد القديم في الأعمال الأدبية حتى أن بعض هذه الأعمال حملت أسماء بعض شخصيات العهد القديم، مثل (استر) و (ناتان الحكيم).

بالإضافة إلى ذلك ظهر بعض الفلاسفة والعلماء من المؤمنين بضرورة عودة اليهود إلى أرض فلسطين. فقد جاء في كتاب (تعليقات على رسائل القديس بولس) الذي كتبه الفيلسوف الإنجليزي جون لوك، قوله: "إن الله قادر على جمع اليهود في كيان واحد وجعلهم في وضع مزدهر في وطنهم" (٣). كما أن إسحاق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية، في كتابه (ملاحظات على نبوءات دانيال ورؤيا القديس جون) "توصل إلى أن اليهود سيعودون إلى وطنهم، وحاول أن يضع جدولاً زمنياً للأحداث


(١) فلسطين: القضية * الشعب * الحضارة ـ بيان نويهض الحوت ـ ص ٢٨٧.
(٢) المصدر السابق ـ ص ٢٨٨
(٣) الصهيونية غير اليهودية ـ د. ريجينا الشريف ـ ص ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>