للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العديد من المخيمات التدريبية، كما واصل ووطد علاقاته بالجماعات الإسلامية في كثير من دول العالم، وهكذا أصبح ابن لادن على رأس شبكة إسلامية متعددة الحدود ومتفرعة وغير واضحة المعالم. ومن أفغانستان أعلن ابن لادن الكفاح ضد الوجود الأميركي في الأراضي المقدسة، وبدأت المعركة بينه وبين أميركا التي قصفت أحد مخيماته في أغسطس ١٩٩٨م عقب تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام .. ويعود إعلانه الجهاد ضد أميريكا إلى أغسطس عام ١٩٩٦م، حيث شكلت تصريحاته فيما بعد سنداً للهجوم على المصالح الأميركية في السعودية، وفي كينيا وتنزانيا واليمن (١).

[طريد المخابرات العالمية]

منذ عام ١٩٩٨م أصبح ابن لادن مركز اهتمام وكالات الاستخبارات الأميركية، حيث ظهرت (خلية أزمة) باسم ابن لادن تقتضي آثاره، وتتجسس عليه، وتحاول كشف معاقله ومخابئه وتطارد شبكاته المالية عالمياً، وهنا نتساءل، لماذا رفضت هذه الأجهزة التعاون مبكراً مع الدول العربية مثل الجزائر ومصر ضد بن لادن وأعوانه المزعومين؟، ولماذا رفضت الحكومات الغربية مطاردة الإسلاميين الجزائريين والمصريين من المتشددين، الذي يمولون ويدعمون الإرهاب في بلدانهم؟ لماذا انتظروا استهداف المصالح الأميركية ليتحركوا؟ (٢). والإجابة على ذلك هو أن تنظيم القاعدة بعد أن انتهى دوره في الحرب على السوفييت، وجدت أمريكا أهمية استخدامه لتبرير حروبها المقبلة على العالم الإسلامي، من خلال تضخيم الخطورة التي يشكلها على أمريكا والعالم. فأمريكا أرادت أن تجعل من (القاعدة) قوة مستقرة وشريرة، لتبرر التدخل في أي مكان وفي أي وقت باسم الإرهاب (٣).


(١) باسم أسامة بن لادن: رولان جاكار - خدمة كامبردج بوك ريفيوز
(٢) باسم أسامة بن لادن: رولان جاكار - خدمة كامبردج بوك ريفيوز
(٣) بعد الإمبراطورية: محاولة حول تفكك النظام الأميركي- المؤلف: إمانيول طود - كامبردج بوك ريفيوز

<<  <  ج: ص:  >  >>