للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رامسفيلد)، مع العديد من اليهود الأمريكيين المحيطين بوزير الدفاع الأمريكي، وليس أقلهم شأناً نائب الوزير (بول ولفويتز). وقد قدمت قناة "سي أن أن" (ريتشارد بيرل) في مقابلة معه، على أنه "الرجل الذي ينظر إليه باعتباره صاحب فكرة غزو العراق" .. ولا يترك (أفرايم كام) الباحث في (مركز جافي للدراسات الاستراتيجية) بجامعة تل أبيب، شكاً في أن إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى والأخيرة في غزو العراق، وذلك في دراسة له منشورة بعنوان: (صبيحة ما بعد صدام).

لكن ما هي علاقة كل ذلك بتدين (جورج بوش)؟ الحق أن العلاقة وطيدة، لأن اليمين المسيحي الذي ينتمي إليه (جورج بوش) يؤمن بأن إسرائيل مشروع إلهي، ومحطة تاريخية لازمة لعودة المسيح. وكل رجال الدين الأقوياء الذين يقفون وراء (بوش) ويمثلون القاعدة الانتخابية للحزب الجمهوري معروفون بولائهم لإسرائيل في عقائدهم ومشاعرهم. وهذا المعتقد الديني الراسخ هو الذي يجعل رجلاً مثل (بوش) يتبنى الخطة الإسرائيلية لغزو العراق، حتى ولو عنى ذلك إشعال الحرب مع العالم الإسلامي، وانهيار العلاقات التاريخية بأوربا (١).

وهكذا فإن خطة العدوان على العراق هي خطة إسرائيلية وضعها الصهيوني الأمريكي (ريتشارد بيرل)، بمشاركة عناصر هامة من اللوبي اليهودي الصهيوني، وجرى إقناع الرئيس (بوش) بتبنيها باعتبارها بداية تحقيق الحلم الإلهي الكبير بقيام دولة إسرائيل الكبرى، التي ستمهد لعودة المسيح ونشر المسيحية في أنحاء العالم الإسلامي بعد القضاء على الإسلام. اقرأوا ما نشرته مجلة النيوزويك في عدد ١٠ مارس ٢٠٠٣ م عندما قالت: "إن أنصار بوش من الإنجيليين يأملون أن تكون الحرب القادمة على العراق فاتحة لنشر المسيحية في بغداد". فأمريكا تتحرك الآن وفي يدها الصليب الذي تحمله دعاوى زائفة، ومجموعة الهوس الديني داخل البيت الأبيض، قررت أن تشن حرباً دينية مرتبطة بمخطط استراتيجي هدفه القضاء على الأمة وعقيدتها، والسيطرة على كل مناحي الحياة على أرضها (٢).


(١) بوش .. طغيان الحماس الديني على البصيرة السياسية- محمد بن المختار الشنقيطي - الجزيرة نت ٢١/ ٣/ ٢٠٠٤م
(٢) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة ـ أحمد حجازي السقا١٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>