للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم ينجحوا أبداً في إثباتها، ومرة لتغيير النظام العراقي المعادى لأمريكا، ومره لتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية، ومره لضمان أمن احتياطي النفط في الشرق الأوسط، ثم مرة أخرى لتحرير الشعب العراقي من صدام حسين.

ورغم أن هناك أهداف معروفه لحربه ضد العراق مثل تدمير أسلحة الدمار الشامل، والسيطرة على النفط وتدمير منظمة الاوبك، إلا أن مهمته (التبشيرية) أو ما يسميه (التكليف الإلهي) لها اثر أعمق في هذه الحرب. فهو يؤدي إلى سيطرة نوع من الراديكاليه الورعة، كما أن هناك شائعات تقول: إن بوش يحكم ولا يحكم بمعنى أن الكلمة العليا للنظام الرئاسي الذي يضم وزير الدفاع (رامسفيلد) ووزير الخارجية (باول) ومستشارة الأمن (كونداليزا رايس) ونائب الرئيس (ديك تشيني)، الذي يزداد نفوذه كثيراً عن مجرد نائب للرئيس". وتضيف المجلة: "إن الرئيس الضعيف قد يكون خطراً، إلا أن الرئيس المؤمن ربما يكون أخطر على العالم، خاصة إذا أخفقت خططه لتحسين العالم (١).

وبعيداً عن المسوغات القانونية أو العقلانية للحرب, يلتقط (ديليب هيرو) في كتابه (أسرار وأكاذيب عملية تحرير العراق) أسبابا (غيبية) للحرب, وهي مدهشة. فهو أولاً يشرح التأثيرات المسيحية الأنجليكانية على الرئيس (جورج بوش) , وكيف قال ذات يوم لمجموعة من رجالات الدين اجتمع بهم في البيت الأبيض: "لولا الإيمان ولولا قوة الصلاة، لكنت الآن في بار بتكساس, وليس في البيت الأبيض". ثم يقتبس مقتطفات قالها لرئيس الوزراء الفلسطيني السابق (محمود عباس) في يونيو ٢٠٠٣م نقلتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية جاء فيه: "لقد أمرني الرب أن أضرب القاعدة وقد ضربتهم, ثم أمرني أن أضرب العراق وقد ضربته, والآن أنا مصمم على حل المشكلة في الشرق الأوسط". ويعلق (هيرو) ساخراً: "وحيث أن (جورج بوش) كان قد قرر ضرب أفغانستان ظهر يوم ١١ سبتمبر نفسه, فيبدو أن الرب قد تحرك سريعاً حقاً لتزويده بالأوامر! " (٢).


(١) صحيفة دير شبيجل الألمانية بتاريخ ١٧/ ٢/٢٠٠٣ـ وجريدة الأسبوع العربي ٢٤/ ٢/٢٠٠٣م
(٢) أسرار وأكاذيب .. عملية "تحرير العراق" وما بعدها ـ ديليب هيروـ ص ٣٨٣ - عرض/ كامبردج بوك ريفيوزـ المصدر: الجزيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>