للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المخاطر ورغم قوة المعارضة للحرب، تكشف الكثير عن شخصية (بوش) ورؤيته للعالم. ويعبر الرئيس (بوش) عن هذه الحتمية التاريخية بقوله: "إننا نؤمن بأنفسنا. لكن ليس بأنفسنا وحدها. إننا لا نزعم أننا نعرف كل الطرق التي تعمل بها العناية السماوية، بيد أننا نثق بها ونضع كل ثقتنا في الله المحب الذي يقف وراء كل التاريخ". فالله له دور فعلاً في أفعال بوش .. ) كما يعتقد المبشر (ستيف كلارك) (١). وقد قام المؤرخ (بول س. بوير) وهو أستاذ في التاريخ في جامعة ويسكونسن، بتحليل خطاب (حال الاتحاد) الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي: "أنه يمكن لصدام حسين أن يثير يوم رعب لم يعرفه أحد". وخلص من خلاله أن بوش في كلامه هذا "يعود إلى ذكرى الحادي عشر من أيلول مستعملاً مفردات مرمزة وقديمة، تذكرنا برؤيا القيامة وتتضمن رسالة محددة تطال المؤمنين وتعلن عن نهاية قريبة ليس نهاية صدام حسين فحسب، بل نهاية التاريخ البشري كما عرفناه حتى يومنا هذا" (٢).

فقد ظن الرئيس الأمريكي (جورج بوش) أنه مبعوث العناية الإلهية فزعم أنه في حربه على العراق إنما ينفذ مهمة إلهية مقدسة، وأن الله يبارك هذه الحرب. وبوش في تبريره للحرب يزعم: "أن ما جاء في العهد القديم ولا سيما في سفر اشعياء النبي الفصول ١٠،١٣،٤٧، وهي الفصول التي تتحدث عن أشور وبابل وخرابهما، لا بد أن يتحقق في العراق اليوم". وبوش بتفسيره الخاطئ لنبوءات الكتاب المقدس، إنما ينتمي إلى بعض الجماعات المسيحية الأصولية، التي تربط بين مجيء المسيح ثانية، وبين دولة إسرائيل الحالية. فبوش يظن أنه عندما يحارب أعداء إسرائيل فهو يتمم نبوءات الكتاب المقدس، ويعجل بنهاية العالم، ومجيء المسيح ثانية. وما يؤكد هذا: أن (جورج بوش الأب) أثناء غزو العراق للكويت، كان يستمع للواعظ الشهير (بيلي جراهام) في موطنه بولاية Miame ووعظ (بيلي جراهام) عن المعني الكتابي لبابل وقال لسامعيه: إن الأحداث التي تجري الآن في الخليج قد تكون لها دلالة روحيه فإن الموقع الجغرافي لبابل هو الآن في العراق".


(١) جريدة الخليج ١١ـ٣ـ ٢٠٠٣ م
(٢) عالم بوش السري ـ اريك لوران ـ ترجمة سوزان قازان ص٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>