للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن لادن. وبهذا فإن (هيرو) يحمل (بوش) والإدارة الأمريكية اليمينية المتطرفة التي يرأسها، بالتسبب في تشجيع وتكريس مقولات صدام الحضارات بسبب تبني سياسات هجومية هوجاء (١).

أما الكاتب الأمريكي (روبرت كيغان) فله رأى آخر حيث يرى أن العالم خارج أوروبا ما زال، يعيش (في التاريخ). وأن العالم ما يزال مليئاً بالإرهابيين و الدول المارقة. فصدام حسين كان خطراً حقيقياً وداهماً هدد سلامة الغرب، وأن ما يراه الأوروبيون خلاف ذلك ليس سوى الرد الطبيعي الذي اقترن بالضعفاء الذين دأبوا عبر التاريخ على دفن رؤوسهم في الرمال، كلما برز لهم خطر على الطريق. ويرى كيغان أن الموقف الأوروبي كان دافعه الجبن لأن الأوروبيين حسبوا أن المخاطر التي كانوا سيتعرضون لها في حالة تصديهم لإزاحة صدام تفوق المخاطر التي تنجم عن تركه وشأنه (٢).

[معارضة فرنسا للحرب]

إن التوتر الذي نجم عن الأزمة العراقية ليس ظاهرة استثنائية في العلاقة بين باريس وواشنطن، فقد كان الفرنسيون دوماً ابطال معاداة أمريكا في اوروبا الغربية (٣). ذلك أن هذه العلاقة لم تكن قط منسجمة سواء خلال الحرب الباردة أم بعدها. فالرفض الفرنسي للانفرادية الأمريكية قضية مبدأ، حيث أن هذه الانفرادية توجه ضخم وعميق في سياسة أميركا التي بقوتها المتزايدة لم تعد تتحمل الضغوط الخارجية والالتزامات المتعددة الأطراف. وهذه الانفرادية سابقة على انتخاب بوش وإن كان هذا الأخير قد عمقها. ولهذا جاء استهداف أميركا لفرنسا والتهديد بمعاقبتها دون سواها بسبب الدور الأساسي الذي لعبته في معارضة السياسة الانفرادية الأمريكية. ففرنسا هي الوحيدة التي بإمكانها تجسيد سياسة كونية مختلفة عن


(١) العراق .. تقرير من الداخل ـ المؤلف: ديليب هيرو كامبردج بوك ريفيوزـ الجزيرة نت
(٢) الفردوس والقوة .. أميركا وأوروبا في النظام العالمي الجديدـ روبرت كيغان ـ عرض/ كامبردج بوك ريفيوزـ الجزيرة نت
(٣) العدو الأمريكي (اصول النزعة الفرنسية المعادية لأمريكا) - فليب روجيه - ترجمة بدر الدين عرودكي- المشروع القومي للترجمة عدد ٨١٦ - ط١ ٢٠٠٥

<<  <  ج: ص:  >  >>