للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإعطائها طابع التحالف الدولي، ولكن بلير كان مكشوفاً على نحو خطر، فأغلبية حزبه (العمال) تعارض الحرب وحتى من داخل وزارته، بالإضافة إلى أغلبية الرأي العام البريطاني. ولذلك كان يجب أن تسوق الحرب على النواب والرأي العام على أنها حرب خاطفة، لن يكون لها ضحايا كثيرون ولن تستغرق وقتا طويلا (١).

لهذا فقد كان لاستماتة (جون بلير) في الدفاع عن مزاعم (بوش) لتبرير الحرب على العراق، وحملة الأكاذيب التي قادها، أصداء واسعة على المستويين البريطاني والعالمي، حيث بدت بريطانيا وكأنها تابعة بالكامل لأمريكا، ووصف البعض (بلير) بأنه كلب بوش المدلل وغيرها من الأوصاف، بسبب تحمسه الكبير للحرب على العراق ووقاحته في افتراء الأكاذيب والدفاع عنها، ورحلاته المكوكية حول العالم لجلب التأييد لهذه الحرب. وهنا يجب أن نشير إلى أن (بلير) ليس ظاهره شاذة في التاريخ البريطاني، فقد سبقه إلى مثل هذا الأمر من الكذب المكشوف والفج والوقاحة في الدفاع عن الحرب كثير من الزعماء البريطانيين، أمثال: بلفور ولويد جورج وتشرشل وتاتشر وغيرهم، ولكن تشرشل كان أشدهم في هذا المجال. فقد كان تشرشل منذ فترة قصيرة بطلاً لا يبارى ولكن الشعوب تعيد فتح سيرة أبطالها وأحياناً ما تكشف أخطاء تاريخية قاتلة، وهنا ظهر المؤرخ الإنجليزي (ماكولي) وأكد أن ظهور ونستون تشرشل في المجتمع يعود لتهتك شقيقية ودعارتها، كما أنه أتصل بأكثر العاهرات فسقاً وكانت حياته دناءة ليس لها نظير وخسة ليس لها مثيل (٢).

أما عن دوره في إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية، فتشير الحقائق إلى أن تشرشل لم يكن يريد سوى القضاء على القوة الألمانية الناشئة حتى لا تقوم لها قائمة من جديد وتنافس انجلترا وفرنسا في العربدة في أوروبا والعالم، فأخذ يفترى ويختلق عليها الأكاذيب حتى يهيج الشعب عليها فيطالب بحرب معها. ولهذا يعتبر مجرم الحرب تشرشل من أسوء شخصيات القرن الماضي بسبب امتداد شروره تشرشل إلى كل العالم وذلك بإشعاله للحرب العالمية الثانية. فقد كانت ألمانيا تحرر أراضيها المغتصبة، وظل تشرشل يحرض النواب في البرلمان الإنجليزي على الحرب


(١) خطة غزو العراق - تأليف ميلان راي- ترجمة حسن الحسن ـ عرض/ إبراهيم غرايبة
(٢) زعماء ودماء ـ ايمن ابو الروس ص ٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>