للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قومياً في فلسطين، وهذا النص الحرفي للوعد: "إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق والوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى" (١).

ويصف السير رونالد ستوز في كتابه (استشراقات) الصدى الذي لقيه صدور الوعد بقوله: "لقي الوعد صدى رائعاً واستحساناً في الصحافة، يضاف إلى ذلك ما حظي به من التأييد العام والكبير لدى آلاف الكهنة الإنغليكانيين والقساوسة البروتستانت وغيرهم من الرجال المتدينين في سائر أنحاء الكرة الغربي" (٢).

[هربرت صموئيل ومستقبل فلسطين]

لم يكن صدور وعد بلفور في هذا الوقت أمراً غريباً أو مفاجئاً، بالنسبة لصانعي السياسة البريطانية، حيث أن الحكومة البريطانية كانت قد أعربت في اجتماع لها في بداية الحرب العالمية الأولى، عن عزمها إقامة دولة يهودية في فلسطين. ففي ذلك الاجتماع أعلن رئيس الوزراء البريطاني، اسكويت عن تخلى بريطانيا عن سياستها التقليدية إزاء الإمبراطورية العثمانية وسعيها إلى تجزئتها واقتطاعها، فأعرب له (لويد جورج) ـ وزير الخزانة آنذاك ـ عن اهتمامه بإقامة دولة يهودية في فلسطين. كما أشار وزير الخارجية، (إدوارد غراى) "إلى الفرصة التي قد تتاح لتحقيق الأمنية القديمة للشعب اليهودي وإعادة أمجاد الدولة اليهودية" (٣).

وقد حضر هذا الاجتماع هربرت صموئيل ـ المندوب السامي البريطاني في فلسطين، فيما بعد ـ حيث قدم لهذا الاجتماع دراسة عن مستقبل فلسطين بعد الحرب، تضمنت خمسة احتمالات، كان أحدها ينص على وضع فلسطين تحت الحماية البريطانية، حيث بين أهمية ذلك قائلاً: "إن الإمبراطورية البريطانية


(١) فلسطين، القضية * الشعب * الحضارة ـ بيان نويهض الحوت ـ ص ٤٥٧
(٢) إسرائيل الكبرى، دراسة في الفكر التوسعي الصهيوني ـ د. أسعد رزوق ـ ص ٣٦٢ - المؤسسة العربية للدراسات والنشر, ١٩٧٣
(٣) إسرائيل الكبرى، دراسة في الفكر التوسعي الصهيوني ـ د. أسعد رزوق ـ ص ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>