للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الانحراف الأحادي الجانب في السياسة الأميركية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، والذي تأكد مع تسلم الرئيس الحالي جورج بوش الابن السلطة. ويسوق سلسلة من المواقف الأميركية حول هذا الانحراف الأحادي الجانب مثل المواقف الأميركية في البوسنة بين ١٩٩٢م و١٩٩٥م عندما رفضت واشنطن التدخل والاستجابة لمطالب حلفائها الأوروبيين، والقوانين الأميركية التي تعاقب الشركات الأجنبية ـ بما فيها الأوروبية ـ التي تستثمر في (الدول المارقة)، كوبا، إيران، ليبيا ... ، وأعلنت نيتها عدم المصادقة على اتفاقية إنشاء محكمة الجزاء الدولية، وعزمها الانسحاب من معاهدة الصواريخ الباليستية لعام ١٩٧٢م (انسحبت منها فعلاً) (١).

وقد أشار (د. برهان غليوم) في لقاء مع قناة الجزيرة إلى تقرير اسمه (المبادئ الأساسية للردع بعد الحرب الباردة) قدم لـ (قيادة القوة النووية)، يوضح إلى أي مدى تحترم أمريكيا القوانين الدولية حيث يقول التقرير: "إن من الخطر الشديد أن نظهر أنفسنا، أننا نحترم أموراً صبيانية سخيفة، مثل: القانون والمعاهدات الدولية، ولابد أن تكون في حكومتنا عناصر تظهر مستعدة للتصرف بجنون وغير قادرة على ضبط أعصابها، فذلك هو الذي يساعد على بث الخوف وتعميقه في قلب خصومنا". ويضيف التقرير: "على أميركا أن تستفيد من قوتها النووية حتى تعطي عن نفسها في المواجهات صورة لا عقلانية وإتهامية عندما تتعرض مصالحها للتهديد". وفي تصريح آخر يقول (جورج شولتز) وزير الخارجية السابق: "إن كلمة مفاوضات لا تعني شيئاً آخر سوى الاستسلام إذا لم يسبقها عرض للقوة". هذه هي شريعة الغاب التي تحكم أمريكا، والتي حولتها إلى اكبر دوله إرهابية سفاك للدماء على مر التاريخ، ابتداء من مذابحها ضد الهنود الحمر، ومروراً بجرائمها في أمريكيا اللاتينية وأوروبا وآسيا والمنطقة العربية.


(١) َفرْطُ الإرهاب: الحرب الجديدة تأليف/ فرانسوا هايزبور ومؤسسة البحث الإستراتيجي- ط١ ٢٠٠١ وديل جاكوب-باريس كامبردج بوك ريفيوز

<<  <  ج: ص:  >  >>