للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النصارى المتدينين، وعلى الأخص في بريطانيا التي كان اهتمامها أكثر من اهتمام اليهود أنفسهم" (١).

كما أن حاييم وايزمان ـ أول رئيس لدولة إسرائيل ـ وضح هذا الأمر بجلاء في كتابه (التجربة والخطأ) حيث قال: "لقد احتضنت بريطانيا الحركة الصهيونية منذ نشأتها، وأخذت على عاتقها تحقيق أهدافها، ووافقت على تسليم فلسطين خالية من سكانها العرب لليهود في عام ١٩٣٢م. ولولا الثورات المتعاقبة التي قام بها عرب فلسطين، لتم إنجاز هذا الاتفاق في الموعد المذكور" (٢). ويقول وايزمان في مكان آخر: "للقارئ أن يسأل، ما هي أسباب حماسة الإنجليز لمساعدة اليهود وشدة عطفهم على أماني اليهود في فلسطين؟ والجواب على ذلك، أن الإنجليز ـ لاسيما من كان منهم من المدرسة القديمة (يقصد البروتستانت) ـ هم أشد الناس تأثراً بالتوراة. وتدين الإنجليز هو الذي يساعدنا في تحقيق آمالنا، لأن الإنجليزي المتدين يؤمن بما جاء في التوراة من وجوب عودة اليهود إلى فلسطين. وقد قدمت الكنيسة الإنجليزية في هذه الناحية أكبر المساعدات" (٣).

وهكذا لعبت بريطانيا دوراً رئيساً في قيام دولة إسرائيل بفضل وعد بلفور وما تبعه من انتداب، كان هدفه الأساسي الإعداد والتحضير لإعلان الاستقلال في عام ١٩٤٨ م.


(١) التجربة والخطأ ـ مذكرات حاييم وايزمان ـ رجمة محمد الشهابى ـ ص ٢٥
(٢) فلسطين، القضية ـ الشعب ـ الحضارة ـ بيان نويهض الحوت ـ ص ٢٩٢
(٣) المصدر السابق ـ ص ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>