للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأربعين دولة وموقعاً على امتداد العالم، وأن أقل من نصف هذا العدد فقط موجود داخل الولايات المتحدة (١).

ومن الصعب إعادة تقييم إمكانات القوة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، فأمريكا في الوقت الراهن تؤثر تأثيراً بالغاً في السياسة الدولية، أكثر من أي دولة أخرى في التاريخ، وبعد سبع سنوات من الازدهار الاقتصادي المتواصل، اقترب إجمالي الناتج القومي لها من ٩ تريليون دولار. وحتى أكثر المتشائمين تحفظاً يعترف بان الظروف المواتية على نحو لا يوصف تضمن لأمريكا عشرين عاماً من الزعامة دون جدال. ولا يظهر حتى الآن أي خصم في الأفق ... ويرى (رونالد ستيل) أن الولايات المتحدة الأمريكية ـ من جميع الجوانب العلمية ـ لا تخضع تحت أي تهديد بالتدخل، وليس هناك ثمة أعداء يرغبون في انهيارها، كما أنها غير خاضعة لأحد في تجارتها الخارجية .. لها حلفائها، ولكنها مستقلة بدونهم، ولم تكن تابعة لأحدهم في يوم من الأيام حتى سنوات الحرب الباردة. أن الولايات المتحدة الأمريكية هي شبكة واسعة من القواعد العسكرية، وهى قواعد لم يكن بناؤها لمجرد الدفاع عن النفس. ويكتب (تشارلز ماينز) قائلاً: "لم يحدث مطلقاً، منذ روما القديمة إن سادت دولة بمفردها النظام العالمي متفوقة على هذا النحو الهائل من التفوق" (٢).

وبالرغم من كل ما تقدم فإن حقائق القوة هذه لا تلغي وجود بؤر ضعف بنيوية في النظام والمجتمع الأميركي , الذي يهيمن ١% من سكانه على ٧٠% من ثروة البلاد , بينما لا يتبقى لغالبية السكان سوى ٣٠% من ثروة البلاد الصافية، علما أن التفاوت يشمل حتى الفئة الغنية , إذ يملك ١% من السكان الأغنى ٣٨.٩% من ثروة البلاد , هذا التفاوت أظهر وجود ٣١.١٤ مليون فقير، حسب التعريف الرسمي للفقر عام ٢٠٠٠ م والذي يتركز في الأقليات السوداء والمنحدرة من أصل أميركي لاتيني وآسيوي، هذا التفاوت الرهيب في الثروة والدخل يؤدي داخل أي مجتمع إلى تناقضات , تنتج عالمين يصارع بعضهما البعض , تعمل فيه الطبقات المتوسطة


(١) الصرح: ارتقاء وسقوط الإمبراطورية الأميركية: نايل فيرغسون عرض/ كامبردج بوك ريفيوزـ الجزيرة نت
(٢) الاستراتيجية الأمريكية للقرن الحادي والعشرين- اناتولي اوتكين- ترجمة أنور إبراهيم و محمد الجبلي ـ ص٢٠ـ٢١ - المجلس الاعلى للثقافة - ط١ - ٢٠٠٣

<<  <  ج: ص:  >  >>