للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[توماس جيفرسون]

اقترح الرئيس الثالث لأمريكا توماس جيفرسون، وواضع وثيقة استقلالها، أن يمثل رمز الولايات المتحدة الأمريكية، على شكل أبناء إسرائيل تقودهم في النهار غيمه وفي الليل عمود من النار، بدلاً من الرمز المعمول به حالياً. وواضح أن هذا الشكل المقترح رمزاً للولايات المتحدة يتفق مع النص التوراتى الوارد في سفر الخروج والذي يقول: "كان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب يهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نور ليضئ لهم" (١). أما بنيامين فرانكلين "فقد اقترح أن يكون الشعار صورة موسى وهو يشق البحر الأحمر بعصاه" (٢). وهنا مرة أخرى تتأكد لنا صهيونية الرمز الأمريكي، وهي صهيونية سبقت إعلان الصهيونية اليهودية بأكثر من قرن كامل، ويضعنا (شفيق مقار) أمام رموز أخرى حيث يقول: "ومن تلك المعطيات أيضاً أن الرسم الأول الذي اقترح لعلم الولايات المتحدة كان رسماً لصور موسى خارجاً من مصر على رأس بني إسرائيل، لكنه ـ وقد أثار جدلاً ـ استعيض عنه برسم النسر، والمسألة مجرد استبدال رمز توراتي برمز توراتي آخر" (٣).

كما أن الرئيس جيفرسون -الذي كان صاحب أول إعلان حرب أمريكي ضد بلد عربي هو ليبيا في عام ١٨٠١ - كان من ابلغ من تحدث عن المعنى الإسرائيلي لأميركا بل انه ختم خطابه التدشيني لفترة الرئاسة الثانية بتعبير يشبه الصورة التي اقترحها لخاتم الجمهورية "إنني بحاجة إلى فضل ذلك الذي هدى آبائنا في البحر، كما هدى بنى إسرائيل واخذ بيدهم من أرضهم الام ليزرعهم في بلد يفيض بكل لوازم الحياة ورفاه العيش" (٤).


(١) البعد الديني في السياسة الأمريكية اتجاه الصراع العربي الصهيوني ـ د. يوسف الحسن ـ ص٤١ - مركز دراسات الوحدة العربية - ط٣ ٢٠٠٠
(٢) المسيحية والإسلام والاستشراف ـ محمد فاروق الزين ص٢٧٥
(٣) المسيحية والتوراة ـ شفيق مقار ـ ص١١٨
(٤) حق التضحية بالآخرـ تأليف منير العكش ـ ص١٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>