للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمعيات أو كنائس. ففي عام ١٨٤٠ م بعث مؤسس الكنيسة المورمينية، جوزيف سميث، تلميذه اورسون هايد من أجل تسهيل نبوءة (بعث إسرائيل)، ومن بين كتب التوصية التي حملها هايد معه، كتاب من وزير خارجية الولايات المتحدة، وآخر من حاكم ولاية إيلينوى. يقول هايد: "إن فكرة نهضة اليهود في فلسطين تقوى يوماً بعد يوم .. لقد بدأت العجلة الكبرى بالدوران، ولا شك في ذلك، وأن الرب أمر بأن تدور هذه العجلة على محورها" (١).

وفي عام ١٨٥٠ م قام (واردكريون) القنصل الأمريكي في القدس، بتأسيس مستوطنة زراعية في منطقة القدس، وخطط لتأسيس مستوطنات أخرى، وحاول الحصول على دعم زعماء اليهود، ولكنهم لم يستجيبوا له رغم أنه تحول عن ديانته المسيحية إلى اليهودية. وكان القنصل الأمريكي يرى أن تلك المستوطنات الزراعية ستكون البداية الأولى لفلسطين الجديدة، حيث ستقيم الأمة اليهودية وتزدهر (٢). وقد حذا حذو القنصل الأمريكي، بعض المواطنين الأمريكيين، إذ أسسوا مستوطنة زراعية بالقرب من يافا لنفس الغرض.

وهكذا، وفي ظل هذا الوضع كان من الطبيعي أن تظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي في أمريكيا عدة مذاهب بروتستانتية نادت بعودة اليهود إلى فلسطين، انطلاقا من إيمانها بالمعتقدات المسيائية. ولم يكتف أصحاب هذه المذاهب بالدعوة، بل عملوا من أجلها (٣). فقد تبنت كثير من الفرق البروتستانتية الدعوة إلى هذه الأفكار، مثل المشيخيين والمعمدانيين والمرمون والسبتيين وغيرها من الفرق. وقد علق على ذلك هنرى فورد في كتابه ـ اليهودي العالمي ـ بقوله: "لقد سيطر اليهود على الكنيسة في عقائدها وفي حركة التحرر الفكري المسماة بالليبرالية، وإذا كان ثمة مكان تدرس فيه القضية اليهودية دراسة صريحة وصادقة،


(١) المصدر السابق- ص٧٨.
(٢) الوجه الآخر .. العلاقات السرية بين النازية والصهيونية ـ محمود عباس ـ ص ٢٨٦ - ط١٩٨٤ - دار ابن رشد عمان.
(٣) فلسطين ـ القضية * الشعب * الحضارة ـ بيان نويهض الحوت ـ ص ٢٨٨

<<  <  ج: ص:  >  >>