للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يُسأل عنه أن يُقال: لِمَ قال (لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ)، والجوع لا يُلبس؟

والجواب: لما يظهر عليهم من الهزال وشحوب اللون، فصار كاللباس.

وقيل: إن القحط بلغ بهم إلى أنّ أكلوا القد والوبر مخلوطين بالدم والقراد.

ويُسأل عن قوله تعالى: (فَأَذَاقَهَا اللَّهُ)؟

والجواب: أنّه استعارة، والعرب تقول: اركب هذا الفرس وذقه، أي: اختبره، وكذا يقولون: ذق هذا الأمر، قال الشمَّاخ:

فَذاقَ فَأعطتهُ من اللين جَانِباً ... كفى ولها أن يُغرقَ السهمَ حاجزُ

يصف قوساً.

* * *

قوله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ)

نصب (الكذبَ) بـ (تصفُ)، و (ما) مصدرية.

وقرئ في الشاذ (لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكُذُبُ)، جمع كذوبٍ، وهو وصف للألسنة.

وقرئ أيضا (الكَذِبِ) بالجر على أنّه بدلَ من (ما).

<<  <   >  >>