للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال محارب بن دثار: لو كان داود في الأمم الماضية لقص الله تعالى علينا من خبره.

وذكره ابن حبان في «جملة الثقات» وخرج حديثه، وكذلك الحاكم النيسابوري.

ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات»، قال: قد سمع وتفقه وعرف النحو وأيام الناس وجلس بعد في بيته عشرين سنة.

وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: كنت إذا رأيت

داود كان لا يشبه القراء، عليه قلنسوة سوداء طويلة مما يلبس التجار، قال: وكان أفصح الناس وأعلمهم بالعربية، وقد قال أبان بن تغلب: هذا أعلم من بقي بالنحو.

وقال الدورقي: حمل داود على سريرين أو ثلاثة، تكسر من الزحام، وصلي عليه كذا وكذا مرة.

وذكر ابن قانع أن وفاته سنة اثنتين وستين ومائة.

وذكر ابن ظفر في «أنباء نجباء الأبناء»: أنه لما حفظ: (هل أتى على الإنسان) وله آن ذاك خمس سنين، رأته أمه يوم جمعة وهو مقبل على الحائط مفكرا يشير بيديه، فخافت على عقله، فسألته أن يخرج ويلعب مع الصغار فلم يجبها، فولولت فقال: ما لك يا أماه؟ قالت: يا ولدى أين ذهنك؟ قال: مع عباد الله في الجنة (متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا). ومر في السورة وهو شاخص، بلغ قوله تعالى: (وكان سعيهم مشكورا)، فقال: يا أماه ما كان سعيهم؟ قالت: لا أدري. فدخل أبوه فقال: يا بنى قالوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله. قال: فلم يزل داود يكررها.

وقيل: إنه شكى جار جارا له، فجعل الشاكي يغلظ لخصمه ما لا ينبغي. فقال له داود: إن لسانك لرطب، فيبس لسان الرجل لساعته، حتى بقي كالعظم.

فقال داود: اللهم أنت تعلم أني لم أرد هذا. فانطلق لسان الرجل، وتاب عن الملاحاة. .

<<  <  ج: ص:  >  >>