للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي " تاريخ أبي الفرج الأصبهاني ": لما ولي سعيد بن عثمان بن عفان خراسان استصحب يزيد بن مفرع فأبى وصحب عباد بن زياد فقال له سعيد: أما إذا أبيت وآثرت عبادا فاحفظ ما أنا أوصيك به إن عبادا رجل لئيم فإياك والدالة عليه وإن دعاك إليها من نفسه فإنها خديعة منه لك عن نفسك وأقلل زيارته فإنه طرف ملول ولا تفاخره وإن فاخرك. [ق ٢٣٠ أ] فإنه لا يحتمل لك ما كنت أحتمله أنا فلما بلغ عبيد الله بن زياد صحبة ابن مفرع أخاه عبادا شق عليه وقال له: إن أخي يقدم على أرض حرب فيشتغل بذلك عنك فإن أبطأ عليك ما تحبه لا تعجل عليه حتى تكتب إلي قال يزيد: نعم، فلما قدم عباد سجستان اشتغل بحروبه عن ابن مفرغ فبسط لسانه فذمه وهجاه، وكان عباد عظيم اللحية كأنها جوالق فسار يزيد معه يوما فدخلت الريح فيها فنفشتها فضحك ابن مفرع وقال لرجل إلى جنبه:

ألا ليت اللحى كانت حشيشا ... فنعلفها خيول المسلمين

فلو كان حشيشا قد كفينا مؤنة ... خيل هذا الجيش حينا

وفيه يقول أيضا وعاقبه على هجائه له:

لهفي على الأمر الذي ... كانت عواقبه ندامة

تركي سعيدا ذا الندى ... والبيت ترفعه الدعامة

وتبعت عبد بني علاج ... تلك أشرطة القيامة

جاءت به حبشية شكا ... تحسبها نعامة

من نسوة سود الوجوه ... ترى عليهن الدمامة

وقال أيضا:

ساد عباد وملك جيشا ... مستجيشا ذاك صم صلاب

<<  <  ج: ص:  >  >>