للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهل عنه محيص؟ قال: لا، ولكنا نكره التعجيل، وأنت تقدم عليه إقادما. ثم قال يمدحه:

يرى حتما عليه أبو سعيد ... جلاد القوم في أولى النفير

إذا طوى الشرواة أبا سعيد ... مشى في رفل محكمة القتير

وكانت الركب من الخشب، فلما أمر بها المهلب، فضربت من الحديد، وكان أول من فعل ذلك، قال عمران بن عصام العنزي:

ضربوا الدراهم في إمارتهم ... وضربت للحدثان والحرب

حلقا ترى منها مرافقهم ... كمناكب الجمالة الجرب

وقدم المهلب مرة على الحجاج بعد وقعة كانت مع الخوارج عظيمة، فأظهر إكرامه وبره، وأجلسه إلى جانبه، وقال: يا أهل العراق، أنتم عبيد المهلب. ثم قال: كنت والله كما قال لقيط الإيادي:

وقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا

لا يطعم النوم إلا ريث يبعثه ... هم يكاد حشاه يقصم الضلعا

لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عض مكروه به خشعا

ما زال يحلب هذا الدهر أشطره ... يكون متبعا طورا ومتبعا

حتى استمرت على شرز مريرته ... مستحكم الرأي لا قمحا ولا ضرعا

فقام إليه رجل فقال: أصلح الله الأمير، والله لكأني أسمع الساعة قطري ابن الفجاءة وهو يقول لأصحابه: المهلب كما قال لقيط الأيادي، ثم أنشد هذا الشعر، فسر الحجاج حتى امتلأ سرورا، وقال النعتيب - بالنون - حين قدم

<<  <  ج: ص:  >  >>