للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو رصاص دُم دُم على سبيل التخفيف، عم هذا التكريب كما عم قولهم بنادق مارتين وبنادق موزر حتى أصبحت الإضافة علماً مركباً. ثم حذف المضاف لدلالة المضاف إليه عليه فقيل دم دم والمقصود به الرصاص الذي كان يطلقه الإنكليز في دم دم في الهند كما قيل مارتين وموزر في تعريف البنادق التي هي من طراز مارتين وموزر مخترعي هذين النوعين من السلاح.

هذا هو رصاص دم دم. وكذلك كان أصل التسمية فيه. فإذا كان الإيطاليون يستعملونه اليوم

في طرابلس الغرب كما يقول ويؤكد الطرابلسيون، أو كان الطرابلسيون يطلقون منه على الإيطاليين كما يزعم ويدعي هؤلاء، فالدول التي حظرت استعماله واجب عليها التداخل اليوم لتأييد ذلك الحظر، وإلا جاز لأية دولة أن تستعمله في حربها مع أية دولة أخرى ولم يجز لهذه الشكوى والاعتراض.

* * *

عجبت لهذا العالم المتمدن! يقول بالحرب ويجيزها. وبعد لها عدتها من رجال ومال وسلاح، ثم يعود فيرى رصاص دم دم مثلاً فيروعه خطره وتهوله فظاعته، فيمنعه بدعوى الشفقة على الإنسانية، والرفق بها. لماذا تراه لا يشفق عليها من الحروب على إطلاقها؟ أرصاص دم دم يقتل قتلا، ومدافع مكسيم تدغدغ دغدغة؟ أرصاص دم دم يصيب فيميت، ومقذوفات كروب، وسنت اتيان، وسميث، ومارتين، وموزر، وشاسبو، وغرا وهلم جراتخمش تخميشاً؟؟

<<  <  ج: ص:  >  >>