للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن تلك الآثار العافية، والهياكل الدارسة، ينبعث صوت الإرشاد والذكرى.

وفوق أشلاء المدن، وتراب الممالك التي يدوسها اليوم ابن الإمبراطور تقرأ سطور العظمة والعبرة

فعسى أن يكون قد ذكر واتغظ واعتبر

يصعد الرحالة النشيط مجرى النيل ليقف على منبعه، وكذلك صعد الأمير الألماني إلى جبل الزيتون ليجد الدين هناك سالماً طاهراً، قبلما تشوب صفاءه كدرة أهواء البشر وأغراضهم، وتفسد طعمه العذب مرارة تراهاتهم وسخافاتهم.

فعسى أن يكون قد فاز بتلك الأمنية.

وحينئذ يعود إلى بلاده، حاملاً في برديه، كلمة الوئام والسلام، بعدما اتعظت نفسه بعواقب العدوان والخصام.

ويدرك معنى الثورات والانقلابات، بعد أن راد بلاداً حدثت فيها الثورات الكبار، فأكلت العروش، وقرضت الجماعات والأجيال.

ويعرف كيف تساس الأمم، وتقاد الشعوب، وكيف يكون التاج المرصع على مفرق القياصرة، بعدما رأى إكليل الشوك مدمياً جبهة ابن داود. . .

هذا ما نريد أن يعود به أمير الغرب من الشرق، ولا نريد أن نفهم لزيارته غير ذلك من المعاني

في الماضي أرسل هارون الرشيد مفاتيح البيعة إلى كارلس الأكبر

<<  <  ج: ص:  >  >>