للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا ما فعله الإيطاليون اليوم مع صبحي بك فوصل

ريجلوس إلى رومة , وبلّغ مجلس الشيوخ السناتو المهمة الموكولة إليهِ. فتضاربت الآراء واختلف القوم في الأمر. فُسئل حينئذٍ ريجلوس عن رأيهِ. فتكلم بجنان ثابت عن وجوب رفض الصلح , لأن في استمرار الحرب دمار قرطجنة , وارتفاع شأن رومة على مناوئيها. أما بشأن تبادل الأسرى فأشار أيضاً بعدم القبول. لأن أُطلق سراحهم لا يجني الوطن منهم فائدة في القتال. أما القرطجنيون المأسورون في رومة فمعظمهم في مقتبل العمر فإذا أفرج عنهم عادوا إلى بلادهم وكانوا عوناً كبيراً لها رومة. أعرب ريجلوس عن هذا الرأي وهو عارف أنهُ بهذا الكلام يقضي بنفسه على حريتهِ. لكن منفعة الوطن كانت فوق كل منفعةٍ سواها. فوافق المجلس على رأيهِ ورفضت رومة مطالب قرطجنة. وللحال أخذ ريجولوس أهبتهُ للسفر ليقفل راجعاً إلى محل أسره فأحاط بهِ الشعب الروماني - وقد أعجب ببسالته وتفانيه - وطلب إليهِ بإلحاح أن لا يعود إلى الأسر والعذاب المنتظر له , فأبى. وأقبلت أمهُ وزوجتهُ تذوقان الدموع السخينة وتستحلفانهِ بالبقاء في وطنه لأن الموت الأكيد ينتظره عند الأعداء , فأبى وقال: حلفتُ أن أعود إلى قرطجنة إذا لم تقبل رومة بمطالبها , فلن أحنث بيمني مهما أصابني ثم ودَّع ذويه وسافر لا يلوي على شيء.

فلما وصل إلى القرطجنيين - وكان قد اتصل بهم حضُّه لمواطنيه

<<  <  ج: ص:  >  >>