للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطلع العام الجديد , فكتب المرحوم الشيخ أمين الحداد نبذةً في هذا الموضوع أحببنا نشرها للقراء لأنها تنمُّ , من وراء ستار الهزل , عن مللٍ من الحياة وتعبٍ من العمل , كأن صاحبها كان يشعر بدنو أجله , وقد تحققت أمنيته لسوء الحظ ,، وقد رقد رقاده الأخير مستريحاً راحة أبدية , قال رحمات الله عليهِ: أنت تعلم أنني منذ عشرين سنة وأنا خادم في دولتين عظيمتين خدمة لم تنقطع يوماً واحداً , وهما دولتا الصحافة والكأس. بل إذا سامحتني دولة منهما يوماً واحداً , وهما دولتا الصحافة والكأس. بل إذا سامحتني دولة منهما يوماً أو بعض يوم , كان ذلك مخصصاً لخدمة الدولة الأخرى. ولقد ترى حصان المركبة يُحلُّ لجامه , ويُطلق إلى المراتع ليستأنف حياته ونشاطه , بل لقد ترى أمواس الحلاَّق , وهي جماد , تُراح من

العمل لتستعيد حدتها ورهفها. أما خادم هاتين الدولتين فلا يُسمح له بشيءٍ من ذلك , بل لقد أكون أنا المخصوص دون سائر الزملاء بهذه المهنة التي تَبِعَتها عليَّ وليس منفعتها. فلطيور السماء أوكار , ولثعالب الأرض أوجار , وأما هذا الخادم فليس له مكان يضع فيهِ رأسه ليستريح إلا أن يكون ذلك الموضع الأخير , وربما يكون في إحدى زوايا البصير لذلك تراني لا أتمنى في سنة ١٩١١ إلا أن أُحال على المعاش في إحدى هاتين الدولتين , ولكنني أتمنى معاش الصحافة , فقد خدمت دولتها أكثر جداً من دولة الكأس التي لا يزال لها عليَّ ديون وحقوق. فهل للاكسبريس أن يسرع في تحقيق هذه الأمنية لهذا المتأخر الذي طال انحباسه , وضاقت أنفاسه , وملّت من الانتظار كأسه.

أمين الحداد

<<  <  ج: ص:  >  >>