للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حقيقة أمره - ورزق منها ابنة سماها عزيزة وهي الآن في حولها الثاني. هذا شيءٌ قليل من نوادر هذا الرجل الغريبة. وما كنا لنشغل بها قرَّاء ثمرات المطابع لولا أن الرجل كاتب بليغ وله مصنّفات نفيسة وإليك تحرير الخبر: قصدتْ مطبعة منذ مدة سيدة وطنية اسمها وسيله محمد وعرضت على نجيب أفندي متري صاحب المطبعة نشر كتاب عنوانه روح الاعتدال لواضعه شارل وانير. فارتاح متري أفندي إلى موضوع الكتاب الجليل ورآه

جديراً بالنشر باللغة العربية لما فيهِ من الفائدة للبلاد فطبعه؛ وتناولت الصحف الكتاب بكلمات الإطراء , وأقبل عليهِ القراء أيّما إقبال , وقرَّرت مدارس كثيرة تدريسه. وبعد مدة وجيزة عادت وسيلة محمد إلى مطبعة المعارف وبيدها نسخة من كتاب آخر , عنوانه غاية الإنسان فلم يتردَّد نجيب أفندي متري في قبوله إذ رآه لا يقلُّ فائدة عن الكتاب المتقدم ذكره. فطبعهُ ونشره في الشهر الماضي وكان له نصيب كبير من إقبال القراء. وفي أوائل أكتوبر عادت وسيلة محمد إلى المطبعة ومعها القسم الأول من ترجمة كتاب الناشئة وفي ١٠ أكتوبر قبض البوليس على حافظ نجيب , فحال دون إنجاز الكتاب الثالث من هذه الكتب التي كان ينشرها حافظ باسم زوجتهِ - وهي لا تدري من سرّ زوجها شيئاً. . . أهدت وسيلة محمد كتابها الأول إلى ابنتها العزيزة فقالت , - أو قال حافظ نجيب أنت اليوم طفلة في المهد , ترّك ابتسامتي , ويكفيكِ حنوي. وطفلة اليوم أم الغد. . . والزمان قلَّب , والغد مجهول , فقد لا أكون إلى جانبيكِ إذ ذاك , فترجعين إلى هذا الكتاب. . فتؤثرين العمل بما فيهِ من الآراء السديدة على ما يجدو إليهِ نزق الشباب , أو جنون الصبا , وطيش الرعونة. . . وإذا ما أعوزتكِ النصيحة فإن في آراء الكتاب الاجتماعيين ما قد ينوب عن نصيحة أمِ ثوَت , أو والدٍ قُبر , هذه هديتي. فإن تعلمت علماً صحيحاً وكنتِ رقيقة العواطف , عرفتٍ منها كم كنت أحبكِ وأرغب في نفعكِ والكتاب الثاني أيضاً مهدي إلى الابنة العزيزة وقد جاء في كلمة الإهداء:

<<  <  ج: ص:  >  >>