للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مفلوذةً , فماذا تزيدنا اليمين في إقدامنا؟ وأيُّ الروابط تفضلُ رابطة كلمة خرجت من أفواه رومانيين يكتمون السرَّ ولا يمارون؟ وما اليمين لقوم كرام تعاهدوا على تنفيذ أمرِهم أو تركه ملطخاً بدمائهم؟ دعوا الأقسام للكهنة , للجبناء , للمنافقين , للجثث الزائلة ولنفوسٍ تقبلُ الضيمَ وتصبرُ على الأذى. أن الذين يُشكُّ في أقوالهم يُقسمون , ليحملوا الناس على تصديق أغراضهم الباطلة. أما أنتم فأعيذكم من أن تدنّسوا عِرضَ غرضنا أو تكبحوا جماح نفوسنا بقَسَم تظنونهُ لازماً. إن دماءَكم التي تجري في عروقكم - على شرف محتدها - لتصبح أسفل من دم اللقطاء إن حنث أحدكم بحرف من كلمة خرجت من أفواهكم.

كاسيوس - ما قولك بشيشرون. أنعجمُ عودَه؟ أظنهُ يؤيدنا بقوَّة.

كاسكا - لا نتركه

سنّا - لا نتركه أبداً

متلّوس - لنشركنّهُ معنا. إن شعره الفض لأكبرُ مبرّرٍ لعملنا في أعين الناس ولأعظم داعٍ لثقتهم بنا , فيقولون أن حكمهُ الصائبَ قد سدَّد أيدينا. ولا يظهرُ علينا شيءٌ من مظاهر نَزَق الشباب بل تُدفن كلها في عظيم رصانتهِ ورزانتهِ.

بروتوس - لا تذكروا اسمهُ. إننا لن نطارحهُ الأمر. فهو لا يتبع أحداً ابتدأ عملاً قبلهُ.

كاسيوس - فلندعهُ وشأنهُ

كاسكا - حقاً إنهُ لا يصلح لشيء

ديسيوس - ألا يُمسُّ أحد بسوءٍ خلاف قيصر؟

كاسيوس - أصبتَ المحزَّ يا ديسيوس. فلا يليق بأنطونيوس محبوب قيصر أن يعيش بعده. إن تركناه نلقَ منهُ محرّكاً للفتنة يَقِظاً. وقد تمتدُّ يده إلى الإساءة إلينا إن هو أحسنَ إدارة ما لديهِ من الواسطة السيئة. فلنمنعنهُ من ذلك , وليسقط مع قيصر!

<<  <  ج: ص:  >  >>