للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكرهم في التواريخ الغربية من فاتحين وملوك وقوَّد - وهم بحسب تواريخ مجيئهم: الإسكندر المكدوني. وانّيبال القرطجني. ويوليوس قيصر الرومانيز وشارلمان الفرنكي أو الفرنساوي. وفريدريك الثاني الكبير البروسياني. ونابوليون الأوَّل. ولما رأيت طول باع المؤلّف المشار إليهِ في وضع هذه الموازنة وبيان منزلة كل واحد من هؤلاء الرجال الأَعاظم خلوّاً عن ضلع أو تشبُّع أحببت نقلها إلى اللغة العربية حبّاً بالإفادة:

الإسكندر

هو الإسكندر المكدوني المعروف بالكبير الملقب عند العامة بذي القرنين. ولد سنة ٣٥٦ قبل المسيح وخلف أباه قيليبس على ملك مكدونية سنة ٣٣٦ أي في السنة العشرين من سنيه وتوفي سنة ٣٢٣ أي في السنة الثالثة عشرة من ملكه.

نشأ الإسكندر على آداب اليونان , وتشرَّب أميالهم ونزعاتهم إلى الزهو والخيلاء , وورث عن أبيهِ فيلبس جيشاً حسن الدربة والانتظام. فما لبث بعد استوائه على عرش الملك أن نهض للفتوح , فسطا على آسيا ودخلها إذ لم يجد إلاّ مملكة الفرس الهابطة الساقطة ومضى قدماً في غزاوتهِ حتى انتهى إلى أقاصي حدود المعمور وقتئذ. ولو لم تثبطه جنودهُ عن مزيد إقدام في التوغل والاستقصاءِ , لداوم الزحف إلى البحر المحيط الهندي. ولما اضطَّر إلى القفول لم يبقَ له إلاّ أمنّية واحدة وهي تجديد غاراته واستئناف غزاوته. ولا تحسبنّ

أيها القارئ اللبيب أن الإسكندر كان يقصد بالفتوح نفعاً أو خيراً لوطنهِ الذي لم يكن ليقوى على الاستئثار بتلك المظاهر , وإنما كن أقصى مرادهِ بذلك تمهيد مهيع عظيم في وجه رائد مطامعه وأمانيه؛ فغاية متناه بُعدُ الصيت وطائر السمعة والأبهة الخيالية وتحرّي مرضاة شعب أثينا. وقد ذكر المؤرَّخون شهرته بالكرم والحلم والرحمة والعدل , إلاّ أنهُ أقدم على

<<  <  ج: ص:  >  >>