للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو يرتدينَ ملابساً ... شفَّافةً عمَّا توارى

ويُجِلنَ في مَن حولَه ... نَّ لواحظاً ترنو حَيارى

خلاَّبةً في قلب عا ... شِقِهنَّ يُضرِمنَ الأُوارا

ولقد يكنَّ عقائِلاً ... يُولينَ ذا الجهلِ اغترارا

أشكالهنَّ المصْيبا ... تُ تُثيرث في لنفسِ المثارا

تُغري بهنَّ المستها ... مَ فؤادُهُ والمُستطارا

يا من تليقُ بها الكرا ... مةُ حاذِري ذاكَ الصَّغارا

صوني جمالاً طالما ... أولاكِ تيهاً وافتخارا

لا كان حُسنٌ فيكِ لم ... يكثنِ العفافُ لهث شعارا

أنتِ وهنَّ

أنا أُسعدتُ مرَّةً في حياتي ... بالهوى , وادَّعيتُهُ مرَّاتِ

كانَ قلبي كطائرٍ يتغنَّى ... هائماً في مسارح الجنَّاتِ

خاطراً بين أغصُنٍ وقدودٍ ... طائراً بين أنفُسٍ طائراتِ

ثَملاً كأسُهُ من الوَرَق الأخ ... ضرِ ملأَى من الندى قَطَراتِ

يجتلي ما يروقُ من زَهَرِ غضٍّ ... ويَجني ما طابَ من ثمراتِ

كان في قلبي رُوحاً يرفُّ على الما ... ءِ ويَسري كألطفِ النَّسماتِ

فيُجاري على هواهُ الجواري ... ويُناجي بِحُبّهِ السابحاتِ

سابحاً يرتمي ببحرٍِ أجاجٍ ... لاهياً يرتوي بعذبٍ فُراتِ

ذاكراً فيهِ قولَ مَن قالَ: إِنَّ ... الحُبَّ كالماءِ كان أصلَ الحياةِ

إِنَّ قلبي الصغيرَ يكبرُ إِن هبَّ ... تْ عليهِ عواصفُ النَّكَباتِ

ريشةُ الطائرِ المحلّقِ في الج ... وّ ومَرْسى شوامخِ الرَّاسياتِ

كان حُرّاً يجولُ ما بين أسرى ... بشباكٍ لمثلهِ قابضاتِ

هازئاً بالقلوب يُورثها الذُلَّ ... هوىً صائدٌ بلحظِ مَهاةِ

حامَ حومَ الفَراش حول لظى ... الحبّ ولكن لم يُكوَ بالجمَراتِ

مستضيئاً بالنارِ يعشو إليها ... وَهْيَ نارٌ تُضيءُ كالمشكاةِ

أيها القلبُ كنتَ بالعشق تلهو ... كنتَ تلهو بسيّد الكائناتِ

كدتَ تحكي الجمادَ لولا دمٌ كال ... قِدْرِ يَغلي على مدى الأوقاتِ

كدت تُلقي السلاحَ شأن كميٍّ ... لم يَجِدْ قَطُّ مثلهُ في الكُماةِ

لَستَ يا قلبُ في الندامى إذا دا ... رت كؤوسُ الهوى ولا في السُّقاةِ

غير كأسٍ رمتكَ بين السكارى ... وازَنَتْ سكرةٌ بها سكَراتِ

من لحاظٍ تفيضُ في النفس نوراً ... كشعاعٍ يمرُّ في ظُلُماتِ

أيُّ سرٍّ ناجى بهِ الطرفُ قلبي ... كتمتهُ نواهبُ اللَّحَظاتِ

بين ألحاظِها وبين فؤادي ... خافياتٌ مكتومةٌ عن ذاتي

أَلقِ دِرعاً لبسته فهو لا يم ... نعُ سهماً ترميهِ عينُ فتاةِ

حينما يخلَعُ الجمالُ عليها ... حللاً من محاسنٍ فاتناتِ

حين يبدو فجرُ الشباب وتغدو ... بنتُ حوَّاَء آيةَ الآياتِ

فتريكَ الجمالَ والطهرَ في أب ... دعِ ما صَوَّرَت يدُ النحَّاتِ

في قَوامٍ مهفهفٍ ومحيّاً ... كامِل الحسنِ كاملِ الحسَناتِ

يتجلَّى فيهِ العَفافُ ضياءً ... ساطعاً ضمنَ هالةٍ من حياةِ

طالما نازعتْ عليهِ قلوبٌ ... أعيُناً من جمالهِ ناهباتِ

رَبِّ , إِن الجمالَ نُورٌ ونارٌ ... لحياةٍ قدَّرتَهُ ومَماتِ

أنتَ سلَّطتَهُ علينا فقامت ... فِتَنٌ للعيونِ والمُهجاتِ

ربِّ , هذي قلوبُنا تتشاكى ... فأجِرْها من الجمالِ العاتي

فَتَنَتْنِي سمراءُ كالفجر لولا ... أنها تنجلي بلا ميقاتِ

لَوْنُها مثلُ لَوْنِه حينما تن ... جابُ عنهُ غياهبُ الظلُماتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>