للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقولُ , وأَعلمُ أني سأُرمى ... بأنّي مُحرِّكُ ثُوَّارِها

وأَنّي الدخيلُ , وأَنّي الغريبُ , ... وأنّي النصيرُ لقُهَّارِها

أُحبُّ بلادي على رُغمِها ... وإِنْ لم ينْلي سوى عارِها

ولستُ بأوَّلِ ذي همَّةٍ ... تَصدَّى الزمانُ لإنكارِها

[النهود]

جاء في اليتيمة قوله:

في صدرِها حُقَّانِ خِلتُهما ... كافورتَينِ عَلاهما نَدُّ

وقال الشيخ اسكندر العازار:

حِقاقٌ من العاجِ قد رُكّبت ... على صَحنِ صَدرٍ مِن المرمرِ

خشينَ السقوطَ فأثبتْنَها ... بشبهِ مساميرَ مِنْ عَنبرِ

وقال خليل مطران من قصيدة له عن فتاة متراجلة حاربت في صفوف الجنود:

فأَقصى الفتى عنهُ حُرَّاسهُ ... وشقَّ عن الصدرِ ما يرتدي

وأبرزَ نهدَي فتاةٍ كعابٍ ... بطرفٍ حييٍّ ووجهٍ ندي

كحقَّي لُجينٍ بقفْلي عقيقٍ ... وكنزَينِ في رَصَدٍ مُرصَدِ

فكبَّرَ ممَّا رآهُ الأميرُ ... وهلَّل كلٌّ من الشُهَّدِ

وراعهمُ ذانِكَ التوأمانِ ... وطوقاهُما مِن دَمِ الأكبُادِ

وَوثْبهُما عندما أطلِقا ... إلى ظاهر الدِّرِعِ والمحسَدِ

كوثبِ صغارِ المَها الظامِئاتِ ... نفرنَ خِفاقاً إلى مورِدِ

[عيد الفداء]

لما عفا سموّ الأمير يوم عيد جلوسه الميمون في سنة ١٩٠٨ عن مسجوني حادثة دنشواي الشهيرة نشر إسماعيل صبري باشا قصيدة يهنئ بها سموه بالعيد , ويذكر له بالشكر نعمة

ذلك العفو. فاستفزت هذا القصيدة شاعرية شوقي بك فنظم قصيدة في المعنى نفسه , وتلاهما بثالثة حافظ بك إبراهيم. وهذه هي القصائد الثلاث:

[قصيدة صبري باشا]

لو أَنَّ أَطلالَ المنازِل تَنطِقُ ... ما ارتدَّ حَرَّانَ الجوانحِ شَيِّقُ

هل عندَ ذاك السربِ أَنَّا بَعدَهُ ... في الحيِّ مِنْ آماقِنا نَتدفَّقُ

أو أنَّ أَضلُعَنا على ما استودِعَتْ ... يومَ الفراقِ مِنَ الجوى تَتحرَّقُ

أَمنازِلَ الأقمارِ , اهلُكِ أسرفُوا ... في النأيِ إِسرافَ الغنيِّ وأَغرقوا

لو أَنَّهم قد أنصفوكِ مَنازلاً ... ما حازَهم في الكونِ بَعدَكِ مَشرِقُ

عِيدَ الفداءِ , ألا سَعدتَ بسُدَّةٍ ... أَمسى يُحيطُ بها الجلالُ ويُحدِقُ

هلاَّ رأَيتَ بعابدينَ معَ الملا ... مَلِكاً خلائقُهُ تضوعُ وتَعبقُ

وجمعتَ من تلكَ الشمائل طاقةً ... تزدانُ أَيَّاماً بها وَتَخلّقُ

ورجعتَ من نور الأمير مزوَّداً ... حتَّى تعودَ وأنتَ زاهٍ مُشرِقُ

أَحرزتَ يا عبَّاسُ , كلَّ فَضيلةٍ ... وبلغتَ شأواً في العلا لا يُلحقُ

من ذا يجاري أخمَصَيكَ إلى مَدىً ... وهواكَ سبَّاقٌ , وعَزمُك أَسبَقُ

إن يُرتجلْ عرْفٌ فأنتَ إلى الذي ... لم يَرتجلْهُ المالكونَ موفَّقُ

سدّدْ سهامَ الرأي بالشُورى يَحطْ ... بكَ منهُ في ظُلَمِ الحوادِث فَيلقُ

واسبقْ بهِ , واضربْ بهِ , وافتحْ بهِ , ... ما شئتَ من بابٍ أمامَك يُغلقُ

عَوذّتُ مجدَكَ أن تَنامَ وفي الحمى ... أمَلٌ عقيمٌ , أو رَجاءٌ مُخفِقُ

ولربَّ محلٍ في النُهى متحكِّمٍ ... قد كادَ يخترمُ النفوسَ ويُوبِقُ

أرسلتَ فيهِ نظرةً ضَمنَ الحِجى ... والعلمُ نصرتَها , وقلبٌ مُشفِقُ

وأخذتَ رأيَ أُلي النهى مستوثِقاً ... مستوزراً , وكذا الحكيمُ يُدقِّقُ

<<  <  ج: ص:  >  >>