للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آثار الصليبيين. ولم يبق منها اليوم سوى برجين ماثلين في الساحة التي اتخذت الآن محطة كبرى للسكة الحديدية التي تصل طرابلس بحمص وتتم بعد بضعة أشهر. وعما قريب يعفى أثر البرجين المذكورين من لوح الوجود كما عفي أثر سائر الأبراج التي اشتراها الأهلون من الحكومة وشادوا عليها وبأنقاضها مخازن وبيوتاً.

لبث الشيخ النابلسي في طرابلس زهاء خمسة عشر يوماً. وقد اجتمع بفضلائها وعلمائها. وتجول في أرياضها ومتنزهاتها. وأحصى جوامعها وحماماتها. ولما ركب زورقاً للنزعة في البحر ورأى أشكال القوارب ومختلف هيائتها سأل عن كل واحد منها وسرد أسماءها. فكانت عشرين نوعاً.

وكان إذا ذكر حماماً قال إن مسلخه كبير أو صغير وفيه حوض من رخام أو ليس فيه. وذهب بعض الفضلاء إلى أنه يريد بكلمة المسلخ المكان الذي فيه يسلخ المغتسلون ثيابهم أي ينزعونها. وقد أعاد هذه الكلمة مراراً. فكأنها كانت شائعة في زمانه. ولا نعلم إن كانت تستعمل اليوم في دمشق بهذا المعنى أو لا؟

وكانت تجري بين الشيخ النابلسي وبين علماء طرابلس وفقهائها مذكرات ومباحثات ومطارحات. وكان معظمها أو كلها يدور حول غرائب الأبحاث ونوادر المسائل النحوية والفقهية كمسائل الوقف والطلاق وغير ذلك. فكان كل منهم يذكر قولاً رآه في بعض الكتب لبعض الفقهاء ويطلب رأي النابلسي في المسألة أو هو يطلب رأيهم فيما أشكل عليهم أمره.

ومما يستدعي الملاحظة أن علماء طرابلس أو علماء ذلك العصر كانوا

<<  <  ج: ص:  >  >>