للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا نظرنا إلى باقي البلاد نرى أن نفقات المعيشة قد ازدادت. ومعدل هذه الزيادة ١٥ في المئة في كل من إنكلترا وألمانيا والنمسا. بيد أن الفرق بيننا وبينهم هو أنهم باتوا يهتمون ويشكلون اللجان من الاقتصاديين الخبيرين لمداواة هذا الداء ونحن جامدون لا نخطو خطوة في سبيل هذا الإصلاح الضروري تاركين للطبيعة أن تطبب مرضنا هذا. فالطبقة الموسرة لا يهمها زيادة بضع مئات من الجنيهات على نفقتها، والطبقة المتنورة على حد قول المثل عينها بصيرة ويدها قصيرة. . . هذا والشعب المسكين يكاد يرزح تحت أعباء حمله الثقيل.

أما وقد ضرب الغلاء أطنابه في أكثر الأنحاء فلننظرن في الأسباب الداعية إليه والعلاج الواقي منه.

إن هذه الأسباب منها اقتصادية ومنها سياسية ومنها أدبية أما الأسباب الاقتصادية فهي ناجمة عن حماية التجارة التي لا يزال معمولاً بها في أكثر البلدان. ولا ننكر أن هذه الحماية قد تجر نفعاً ولكنها في الغالب تساعد أصحاب المعامل والأراضي الواسعة دون سواهم بضرب الرسوم الفاحشة على الواردات الأجنبية فيصبحون ولا مزاحم لهم يتقاضون الأسعار الباهظة عن سلعهم وأغلالهم والناس مضطرون إلى قبولها. وإذا أضفنا إلى ذلك زيادة الطلب على كل الأصناف نرى أن غلاء المعيشة هو معلول طبيعي لهذه العلة.

أما الأسباب السياسية أو الإدارية فهي زيادة الماهيات وأجرة العملة. وليست هذه الزيادة مبنية على مقاسمة الأرباح بين العامل وصاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>