للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما رأيت القبر المقدس الذي تمسح به المسيحيون والمهد الذي يتبركون بزيارته ثم رأيت ما رأيت من الأديار الكبيرة والمدارس المجانية والمضايف الواسعة النظيفة الحسنة الأثاث التي تكرم مثوى الزوّار وتستحسن وفادتهم فتقدم لهم مثل ما يقدم للغني السخي في بيته. فعندئذ تخيلت تلك الآثار المكرمة قد استحالت ينابيع ذهب يعيش عليها خلقٌ كثير. وتمثلت جبل الجلجلة وبستان الزيتون وادي تبر وقلت في نفسي لو جمع ما أنفق الزوار في طريق الأرض المقدسة من لدن ابتداء النصرانية إلى اليوم لربما وازن ما على جبل الجلجلة من التراب. فأورشليم هي معرض الكرم المسيحي الأوربي فكم للآتين والروم والبروتستانت هنالك من أيادٍ بيض على نصارى تلك المدينة وسائر الأرض المكرمة فثمة من المدارس والمياتم والمضايف ما يقضي بالفضل لأصحابها وينادي بلسان حاله هذه الثمرات الطيبة إنما هي ثمرات الإيمان.

ألا وان الأرض المقدسة كلها ألسنة تنطق بفضل الآباء الفرنسيسيين الذي تقدموا الجميع في هذه المبارّ فالمسيحيون هنالك سابحون في غمر مكارمهم متقلبون على بساط نعمهم فهم الذي يجمعون الحسنات الجمة من مسيحي أوربا وأميركا لينفقوها على المسيحيين من قطان

الأرض المقدسة وزوارها. سعيد // الخوري الشرنوني

ويلي ذلك كلام عن المسجد الأقصى ووصف ابن خلدون له سنذكره في العدد القادم.

<<  <  ج: ص:  >  >>