للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشاها وزينها، فما وشّاها وزينها: فما بهرجة القصور وزينتها، إزاء بساطة هيئتها.

هو روح في عالم الخيال يطوف! ويستقصي كنه ما جريات القرون فإذا ما داني المدينة العجباء، انشقت جباهُ حصونها والأسوار، عن مشهد المملكة الدنيا، بل دار النقمة والويلات!.

وما صوتٌ، إلا وانفتحت الأبواب، فلا حرَّاس ولا حجَّأب. وطرفةُ عينٍ وانزاح كل حجاب.

فملوك تراؤا فوق عروش الملكية، قيدتهم قوانين البلاد، وحكام على منصات الأحكام، أعيتهم قضايا العباد.

ورعايا تناوبتهم الضربات، بها الأغنياء والفقراء في حرب عوان نار وطيسها تشوي الحساد، مظالم ومغارم، شيدوها فوق أنقاض الأماني ومهاوي الآمال، وتقاليد وعادات، شوهت وجه الهيئة الاجتماعية وحياة الكل شؤون وشجون، تقسمتها ذكرى الماضي وهمّ الحاضر وأمل الآتي.

أما حياة البؤساء فمذلةٌ وهوان!

وهنا، هنا الإنسان عدو أخيه الإنسان!

فكأن صراخ التذمر والشكوى يصم سماع الأجيال

وانسدلت الأستار! فما البكاء، وما صرير الأسنان.

أو ترى السعادة اسماً بلا مسمى، أم أثراً بعد عين؟ بل هي سر الحياة. وأين السر يكون؟ في ذلك المنبسط الهادي، مهد البساطة والأمان، في تلك الأكواخ المنسية، مبعث الراحة ومهبط الحرية، حيث

<<  <  ج: ص:  >  >>