للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمشرفيات وتغني بخوض غمرات القتال، فقلت له: سبقت والله فارس بني عبس فكأنك رضعت من لبن المعامع وربيت بين السيوف والرماح فقال: ومع ذلك ألا ترى الجبن والخوف متجسمين في كل بيت فأجبته: لا أفهم إلى ما تشير فقال اسمع، بينما كنت أنظم هذه الأبيات ليلة أمس إذا بحركة بدت من ناحية النافذة فارتعدت فرائصي خوفاً، وكاد لبي يطير شعاعاً، ولم يكن ذلك ألا قطة جارتنا قفزت من كوة الدار. . . .

وكان إمام بعيد الشهرة في سوريا وأميركا وكان يراسل عدة جرائد وقد أحرز بعض جوائز مالية في سباقات فتحتها صحف تلك البلاد. وسيكون لنعيه أسف هناك كما كان له هنا. ولكن ذلك لا يجديه نفعاً بعد مماته، كما أن شهرته لم تدفع عنه بؤسه في حياته. وهكذا يعيش ويموت الأديب في الشرق: كحصاة تلقي في الماء الراكد فتحدث بعض تموجات

سرعان ما تضمحل، وانتهى! ولم يكن إمام العبد ليشذ عن هذه القاعدة رحمات الله عليه. .

أم ولا كالأمهات

جرت هذه الحادثة منذ شهرين، في أيام الأعياد، ولم يتسن لي أن أقصها على قرائي وقارئاتي قبل اليوم، ليشاركوني في التلذذ بها، لأنها وأيم الحق لذيذة جداً، بل هي ألذ من حلوى العيد، أو أن ذوقي وجدها كذلك. . . دعاني أحد الرفاق مع صاحب الزهور لمناولة الطعام عنده، فأجبت الدعوة. وقضينا ساعات رائقة بين أكل مريء

<<  <  ج: ص:  >  >>