للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هؤلاء عظم في عينك قدر منشئ هذا المعهد العلمي الحري بأن يُدعي (بيت النور والفضل) وجلت في نفسك همتهُ ولاح لك ضوء حكمته. ولاسيما متى اعتبرت سداد رأيه بتوسيده أمر التعليم والتربية والإدارة في ذلك المعهد إلى أولئك الرهبان الذين أفصى همهم أن يوقدوا مصابيح العلم ويبذروا بذور الفضائل ويزيلوا من أمام المجتمع الإنساني دواعي الشقاء ويكشفوا حنادس الجهل وناديت بأعلى صوتك يا رحمة الله أسقي قبر الكرديناك لا فيجري الذي دخل سورية محسناً وودعها محسناً.

وأما مدرسة البنين ببيت لحم فهي بناية بل بنايات هائلة عالية كأنها خطيب فصيح متبوئ منبر الثناء على همة رجل الفضل الذي أخذت آثاره من النفع بأوفر حظ، وضربت له من مجد العاجلة والآجلة بسهام لا بسهم. فقد زرت هذا المعهد الرحب الذي أسكرت منشئه خمرة الهيام بتعليم الصغير، واستغرقته لذة الغرام بتربية اليتيم، فرأيت فيه زهاء المائة من

الفتيان يتعلمون عشر صنائع من الصنائع اللازمة للبلاد ورأيت من مصنوعاتهم ما يشهد لهم بالبراعة والحذق في الصناعة وقد عرفوا بذلك حتى صار المتأنقون من أهل اليسار من الأطراف القريبة والبعيدة يستصنعونهم ما يحتاجون إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>