للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هذه الاجتماعات الأولى تكوّنت العائلات الفرعونية الأولى لما انتشر طمي النيل في واديه أخصبت طبقات الأرض الأولى هذا الطمي القائم المسمى (كم) ومن ذلك سمي السكان الأولون للبلد تو - كم وقد بقي هذا الاسم علماً على البلد زمناً طويلاً.

وفي ذلك الحين رأى الفراعنة أن من الضروري لهم جداً أن يتخذوا إقليم كوبتوس مبدءاً لغزواتهم لأقاليم سينا الجبلية وأن يجلبوا منها (المافك) النحاس ثم دعتهم الحاجة الماسة لجلب الذخيرة إلى فرع النيل الأيمن. ولما كانت صحراء العرب هي أقرب الطرق إلى البحر الأحمر فقد أصبحت أسهل وأعمر النقط التي يرحل إليها سكان الجزء الأعلى الأقدمون وبذلك صارت مدينة كوبتوس مورداً للتجارة ومركزاً للمواصلات بين القصير والبحر الأحمر والصومال.

وقد لاحظ ذلك المقدونيون عند غزوهم مصر، فغيّروا اسم كمي باسم أجيبت الذي نسخوه

من اسم مدينة كوبتوس التي كانت ترحل منها القوافل لأنها كانت مركز التجارة. فكوبت أو كبيت كانت عاصمة إقليم كان يحرسه إله اسمه خيم وأصلها مشتق من اسم البلد القديم (كم) الذي يؤيده اللون الأسود. واليونانيون أضافوا لهذه الكلمة حسب عادتهم حرفاً يضعونه في أول الكلمات (ابثيلون) وبذلك كوّنوا كلمة إجيبت.

مصر العليا التي دعيت بهذا الاسم الجديد كان يرمز إليها بباقةٍ من زهر اللوطس، بينما كان الوجه البحري يرمز إليه بورقة بردى لأنه كان يوجد بكثرة زائدة في مستنقعاتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>