للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتجلو عن نفسك صدأ الأحزان والكآبة.

وأنا كالكلب الأمين أحرس دارك من شر اللصوص، وأرافق أنعامك إلى مرعاها الأخضر، وأذب عنها الذئاب والضباع، وأرد إلى أسرابك ما شرد عنها من الأغنام. أصنع لك الجبنة عندما تدر لك قطعانك أبانها، وإذا ما الشمس نادت حي على الفلاح كنت أول بادئ في العمل فأهيئ لك خيلك وأجرد عنها أقذارها.

ألا تريدين أن تنظري إلي. . . آه لو لم ترفضي إذن لعلمت أن الأرواح ليست قبيحة كما تتوهمها عقول البشر، لي أجنحة أطير بها وعينان زرقاوان كرقيع السماء الصافي، أنا ابن الهواء، أنا ابن الهباء، ونحافة جسمي تدلك على صدق قولي.

ألا قولي يا لوسي ما بالك ترتعدين؟ إني لست أعجب من رعبك. إليك آخر سؤلي، وما العهد بك أن ترفضي نعمة طلبت إليك فاسمعي. إن الله يأذن للأشباح أن تلبس الهيكل الإنساني مرة في السنة. فأنا سآخذ صورة حبيبك مانيوس من نقشت صورته على سويداء قلبك وعلقت نفسك بهواه. ألا فاقبلي طيفي الشارد كما لو كنت إياه وارحمي شقائي. . . إن التي كانت ترتعد خوفاً وتغرق رعباً منذ هنيهة من ذلك الصوت الحنون الرخيم، وتطرده منتصرة بالصليب، قد علا وجهها الأحمر وصمتت حياءً وخجلاً، فدنا من فمها فمٌّ وتعانقا. أتلك قبلة بشرية أم قبلة روح طوتها الأيام فبعثها الغرام. . .؟

لويس أسود

<<  <  ج: ص:  >  >>