للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طويلة معتدلة اللهجة بإمضاء منصف حاول صاحبها أن يوفق بين الفريقين فقال بعد مقدمة أثنى فيها على الآنستين اللتين فتحتا هذا الباب:

. . . قد أجادت الآنسة هدى بوصف الحالة السائر عليها العدد العديد من نسائنا وفتياتنا الجاهلات، وقد أصابت المرمى بانتقادها تلك العادات الذميمة التي ستؤول بنا إذا طال أمدها إلى الهلاك والدمار أدبياً ومادياً. ولكنها بالغت جداً أو أنها غلطت في التقدير فتوهمت أن الحالة أسوأ مما هي وتصورت أن الفاضلات من الشرقيات أقل من القليل، ووافقها على ذلك طيرها المغرد، فأصدرا حكمهما الجائر وأعلنا قضاءهما المبرم. وإني لمخالف لهما ف الرأي ومتفق مع كاتبة بيروت، فأرى أن الفاضلات الحكيمات لم يزلن والحمد لله أكثر كثيراً من الجاهلات الخاملات، مما يبشرنا بحسن المصير ويؤملنا بحميد المنتهى، بشرط أن نثابر على ما نحن مجدون في أثره من الإصلاح.

. . . . قُيّض للذكر طبقاً لناموس القوة وشدة البأس أن يكون المتسلط المتبوع، وللأنثى بحكم ضعف الجسم ونحافة البنية أن تكون الخاضعة التابعة. وهو ناموس سارٍ منذ بدء العالم حتى اليوم، وعام بين المخلوقات كافة دون استثناء. . . وعليه لا غرو إذا رأينا المرأة تتوخى أن ترضي الرجل في كل عمل من أعمالها وتحاول أن تنال منه الالتفات والإعجاب. فحق والحالة هذه للآنسة أدما أن تقول إن معظم ما تؤاخذ به المرأة العصرية من التفرنج والتورط في اتباع المودة سببه الرجال لأنهم يميلون إلى هذه المظاهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>