للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حاجتهم إليها. وإذا حبست السماء ماءها عنهم اضطروا إلى جلب ما يحتاجون إليه من البلاد الأخرى كالكويت والبصرة والسماوة وغيرها. ولقد كانت الزراعة تتقدم عندهم تقدماً عظيماً لولا أمران أحدهما جور الحكام، والثاني قلة المياه. ولقد حاولوا مراراً استنباط المياه بالآلات المختلفة أو حفر الآبار الارتوازية فلم يتيسر لهم ذلك لصعوبة الطرق ووعورتها بحيث لا تستطيع العجلات السير فيها. وأما إذا قلت: فهناك جمال تضطلع بحملها. قلنا: تضطلع بحمل بعضها لا بكلها لأنه يوجد آلات ثقيلة غاية الثقل لا يحملها البعير الواحد بل ولا البعيران أو الثلاثة ومن ثم أصبح نقلها من البعيد التحقيق. ولولا ذلك لأصبحوا في غنى عن الديار الأخرى في كل أين وآن. بل لزادت حاصلاتهم على نفقتهم ولربحوا من التجارة بما فضل عندهم أموالاً طائلة تأتيهم من البلاد التي ينفقون اليوم فيها أموالهم للحصول على ما يحتاجون إليه.

٩ - الصناعة عندهم - ليس لهم من الصنائع إلا ما لغيرهم من مجاوريهم أهل الكويت والبصرى كالنجارة والحدادة والسكافة والخياطة وما ضاهى هذه المهن. ومهارتهم في صناعة الأسلحة غريبة فإنهم وإن كانوا أخلاء من جميع الوسائل الميسرة لهذه الغاية فإنك تراهم يصلحون ما يقع من أنواع الخلل ببنادق ماوزر ومرتيني. واغرب من هذا أنهم يفرغون المدافع إفراغاً محكماً ويحسنون التصرف بالمدافع الجديدة الطراز حتى أنك تخالهم أنهم تلقوا علم المدافع عن أصحابه المهرة. وإذا وقع في هذه الآلات خلل أصلحوه على أقوم وجه. ومع كل هذه البراعة والتفنن لا تشاهد

<<  <  ج: ص:  >  >>