للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير الإحساء

ما فعل الشيخ هذا الفعل إلا واشتهر أمره ونبه ذكره، فبلغ خبره أمير الإحساء سليمان بن محمد، وكان ذا قوة وبأس شديد، فبعث إلى عثمان بن محمد بن معمر يتهدده بقطع رواتبه عنه والسير إليه إن لم يطرد الشيخ من بلاده. فأذن حينئذ الشيخ عثمان للشيح محمد بن عبد الوهاب أن يسافر إلى حيث يريد.

الدرعية

فاختار الشيخ الذهاب إلى بلدة الدرعية فسار وسير الشيخ عثمان معه جماعة تحافظ عليه من أعدائه حتى وصل إلى الدرعية، فحل ضيفاً عند عبد الله بن عبد الرحمن بن سويلم أحد أعيانها. ثم علم به بعض كبار الدرعية فزاروه، ولما اطلعوا على مبدأه استحسنوه وأحبوه. ثم أرادوا أن يسعوا عند أميرها محمد بن سعود لينزله ضيفاً عنده فتخوفوا. ففاوضوا بذلك أخاه ثنيان الأعمى وزوجته وأخاه شاري، فاتفق الجميع على تحقيق ما في الأمنية، فتم الأمر وذلك أن الأمير لما دخل قصره وقابل زوجته اجتمع به أخوه وعرضا عليه الأمر مع زوجة الأمير وأشاروا عليه بإكرامه واحترامه. فسار إليه برجله ثم أخذه من عند عبد الله السالف الذكر وجاء به إلى قصره فاحتفى به أحسن الاحتفاء وأعزه وقام مؤيداً لدعوته بكل قوته. فأخذ الناس يفدون إلى الدرعية أفواجاً أفواجاً فازدادت بذلك قوة الأمير بل تضاعفت وشرع يكاتب بلدان نجد وقراها ويدعوها

<<  <  ج: ص:  >  >>