للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرى ملك حلب مستخرجاً من النهر ومعلقاً برجليه يتدفق من فيه ما كان يظن أنه ابتلعه من الماء.

القس جرجس منش

[المعلوم والمجهول]

صدر منذ عامين الجزء الأول من هذا الكتاب لمؤلفه الكاتب والشاعر الشهير ولي الدين بك يكن، فكان له رواج كبير بين القراء. ثم فرغ حضرته الآن من وضع الجزء الثاني من هذا المؤلف وهو صادر بعد بضعة أيام من مطبعة المعارف. وتيسر لنا أن نطالعه فنقدم لقراء الزهور شيئاً منه قبل سواهم فاقتطفنا منه وداع المؤلف للأستانة وذكر سفره منها يوم نفي إلى سيواس:

يممت فروق مدعواً ونزحت عنها مجفواً. فلا الدعوة أبطرتني ولا الجفوة كفرتني. ومازلت من لدن وطئت مهادها وعللت أنهارها وشممت طيبها ورعيت كواكبها صادق الود. مخلصاً في السر والجهر. وما فروق إلا وطن ميلادي استهلت فيها حياتي ونما في أرضها عودي. بذلت لها روحي ولا أمن بها ومنحتها آمالي ولا أدل بها. وكانت شقوة فغلبت على أمري، ونزعت عنها نزوع الصب عن موطن صبابته. . .

على ظهر قصر سابح. في لجج البسفور. بي شطي أوروبا وآسيا. من الوطن المحبب إلى غاية مجهولة. فراق أهل وولد. من غير توديع ولا تسليم. كل ذلك تحت ليل كأنه ظل الشقاء وسماء كخاطر الواله. في حيث تتراءى تفاريق نور على البيوت كبسمات أرواح المظلومين من وراء حجب الوجود. لقد كنت شاعراً في ظلمك يا عبد الحميد. . .

<<  <  ج: ص:  >  >>