للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشمس وحرارتها إليه وقال إن جميع الثوابت تنير بالراديوم ومن رأيه أن النجوم المتغيرة تظهر من انبعاث الراديوم منها في أدوار مختلفة واستنتج أن الشمس نجم من النجوم المتغيرة ودور تغيرها ١١ سنة وأن ظهور الكلف عليها من نتائج فعل الراديوم.

ومن رأي الأستاذ رذرفرد إن حرارة الأرض أيضاً من الراديوم فإن الحرارة المتولدة من تركيب العناصر كيماوياً أقل من حرارة الشمس والأرض ولكن الراديوم وغيره من المواد المشعة تولد من الحرارة أكثر مما تولده المواد بتركبها مليون مرة.

وقد ثبت لبعضهم أن الراديوم يفعل بالسائل الجلاتيني فيولد (الراديوب) وهذا الجسم تام وهو أرقى من البلورات وأحط من الميكروبات ولعله مبدأ الحياة.

٦ - من أين تأتي حرارة الراديوم

والظن أن الحرارة المتولدة من الراديوم حادثة من انحلال جواهره وتولد مواد أخرى منها. وقد وجدت المواد المشعة التي من قبيل الراديوم منتشرة في كل مكان من قشرة الأرض وكرة الهواء ولكن مقاديرها قليلة جداً حتى أن كل قطرة من المطر وكل حبة من البرد وكل رقعة من الثلج تصل إلى سطح الأرض ومعها شيء من المشعات وكل ورقة من أوراق النبات مغطاة بقشرة رقيقة جداً من هذه المادة وإذا كان الهواء محصوراً لا يتحرك كما في المغاور والكهوف فالمواد المشعة كثيرة فيه وقد وصلت هذه المواد المشعة من الراديوم في المياه الخارجة من أعماق الأرض وفي مياه البحيرات وفي الزيت الخارج من الآبار والتراب نفسه فيه كثير منها ولا سيما إذا كان طفالاً.

ويقول المستر ستروت أن الراديوم موجود في كل الصخور النارية ولا سيما في الغرانيت

(المحبب) وقد وجدوا إن الراديوم إذا أدنى منه بعض المواد مثل سلكات الزنك وكبريتيته أضاءت تلك المواد أيضاً وإذا نظر إليها بالميكرسكوب حينئذ ظهرت فيه نقط صغيرة منيرة تتألق كالكواكب أو كالنيازك المتساقطة من السماء أو كالشرر المتطاير من الحديد المحمي إذا طرقته بمطرقة ووجدوا إن حرارة الراديوم أكثر من المحيط درجة أو درجتين بميزان سنتكراد (بالميزان المئوي).

وإذا كانت الأرض تشع الكترونات الراديوم فهي تشع بواسطتها الحرارة أيضاً وقد قدروا الحرارة التي تشع من الأرض كلها بحرارة تتولد من مائتين وسبعين

<<  <  ج: ص:  >  >>