للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأختر لنفسك إحدى الحالتين ولا ... تعاتب الدهر إذ تختار ذا نصب

والنفس إياك لا تخضع لها أبداً ... فتابع النفس لم يسلم من العطب

فإنها شرك الشيطان بنصبه ... وللشياطين فينا أعظم الأرب

إني نصحتك فاختر ما تشاء وذا ... مني إليك زكاة النصح في رجب

إبراهيم منيب الباجه جي

[عصام الدين العمري]

-

هو عثمان بن علي مراد بن عثمان العمري الموصلي مولداً الملقب بعصام الدين شاعر مفلق وناظم ثائر مبدع كان له في الأدب نوادر ومجالس ومطارحات ومناظرات ومحاضرات. ولد في سنة ١١٣٤هـ - ١٧٢١م وقرأ على الشيخ درويش الكردي والعلامة جرجيس الأربيلي وسافر إلى (صوران) وهي قرية في اليمن وقرأ على الشيخ صالح فضل الحيدري وغيره. وعند عودته منها استخدمه الوزير حسين باشا ورحل معه إلى (القصر) و (وان) وولاه بعض البلاد الصغيرة وبقى مكرماً عنده إلى أن عاد إلى مسقط رأسه قبل سنة ١١٧٠هـ - ١٧٥٦م فأستخدمه الوزير محمد أمين باشا وبقى في تلك الوظيفة مقداراً من السنين ثم رحل إلى الأستانة فولى قلم المحاسبة في بغداد ودفتر أراضيها وبقى في تلك الوظيفة أربع سنوات إلى أن ولى الوزارة علي باشا في سنة ١١٧٥هـ - ١٧٦١م فلم يستقم له الأمر بعدئذ لما حصل بينه وبين الوزير المذكور من المشاغبات فرحل صحبة الوزير السابق محمد أمين باشا إلى الأستانة وبعد مدة كر راجعاً على طريق حلب وعند وروده إياها مدحه الشعراء وبجله الفضلاء ثم بقى في بلدته الحدباء ولم يخرج منها بعد إلى أن توفاه الله إليه وذلك في سنة ١١٩٣هـ - ١٧٧٩م وله من التصانيف كتاب (الروض النضر في تراجم أدباء العصر). وهذا الكتاب جليل القدر مفيد جداً لولا فيه عيب فاضح وهو خلوه من فائدتين عظيمتين وهما تاريخ سني ولادة المترجم ووفاته لأنهما من أهـ م ما يحتاج إليه في وضع التراجم. هذا فضلاً عن أن أغلب أوصاف المترجمين فيه عامة المعنى مبتذلة ربما تقع على عدة فضلاء بدون فرق كبير.

وفي هذا الكتاب تراجم كثيرين من الشعراء الذين يحق لهم أن يعدوا من المشاهير في عصرهم. وفيه شعر فائق رائق ونثر عجيب غريب وقد احتوى

<<  <  ج: ص:  >  >>