للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلماء والوجوه القائلين أن لم تسعفنا نضطر إلى ما لا تحمد عقباه. وفي تلك المطاوي سمعت أن الدولة تنازلت عن حقوقها في خليج فارس وسواحله فاستندت حينئذ على ما لي من الحقوق الشرعية في هذا القطر بمنزلة أساس فبادرت إلى تلبية طلب الأهالي ليكونوا حرز حريز من فتك أرباب الفساد فيهم وإبعاد الأجانب عن ديارهم.

فهذه هي الأمور التي ساقتني إلى ما أتيت فقدمت الأهم على المهم وسرحت موظفي الإمارة محافظاً على حياتهم بدون أن ينالهم أذى وعليه إذا أنعم النظر رجال الدولة المخلصون في هذه المسائل وفكروا في مآلها أحسن التفكير وأعطوا لكل ذي حق حقه ولاحظوا الأمن الضارب إطنابه في البلاد وتثبتوا ما انتشر من مرافق العمران بين العباد حبذوا عملي هذا ولا سيما إذا علموا أني قطعت دابر الأشقياء والمفسدين وحقنت دماء الأهلين وبسطت أروقة الراحة بين العالمين)

هذا جل ما جاء في خطاب الأمير أخذنا منه زبدته. وعسى أن أرباب الحكم يرون في نيته الصلاح وإن لا يحملوها على غير محملها. والله يؤتى ملكه من يشاء.

١٤ - الإنكليز في خليج فارس

سعى الإنكليز في القبض على أربعة رجال في ميناء لنجة ظن فيهم أنهم هم الذين قتلوا سيف بن رومي أحد تجار الكويت الأماثل فسلموهم إلى إمارة الكويت ليذوقوا هناك ما جنته أيديهم. ثم أعدموا بالرصاص بحضور جم غفير.

١٥ - الشيخ قاسم أمير قطر

وقفنا في الدستور على بعض أخبار تصحح ما كتبناه نقلاً عن الرياض بخصوص هذا الشيخ فنقتطف منها ما يلي:

توفى الشيخ عن ٩٥ سنة ولم يكن أميراً لقطر في السابق كما لم يرث الملك والمجد كابراً عن كابر بل ورثه كلالة. وكان والده مثرياً أشتهر بحسن الأخلاق والمزايا وكان يحسن إلى جميع من كان حواليه حتى ملك قلوب كبيرهم وصغيرهم.

ولما تلاشت قوة أمراء قطر وقلت عزائمهم وضعفت كلمتهم بسبب ما أثارته منازعات الأسرة واستئثار كل فرد منها بالإمارة وقع الانقسام والتحزب والتجزؤ فنهض الشيخ قاسم وتولى زمام البلد بجد ونشاط وغايته حفظه من استحكام الفوضى فيه فلما نجح في مسعاه ألزموه بالقبض على الزمام، وأن يكون هو الأمير على الدوام، وعاهدوه على الخضوع التام، فرضي بما انتدب له وقام به أحسن قيام، فأحبه الأهالي جميعاً وأطاعوه طاعة خالصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>