للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العلم يرفع بيتاً لا عماد له ... والجهل يهدم بيت العز والحسب

توفيق بشارة

[الحياة خيال]

بلبل هاجه الغرام فغنى ... فوق أغصان بانةٍ تثنى

قابل الصبح هائماً وهو يشدو ... بنشيد يشجي فؤاد المعنى

قرب جورية أماطت لثاماً ... عن محيا زها جمالاً وحسنا

هام وجداً بحبها وحرى ... بهواها إن هام وجداً وجنا

منحتها يد الطبيعة حسناً ... وجمالاً لغيرها ما تسنى

لوعة الحب لم تدع فيه صبراً ... كل آن تراه يبدل غصنا

كلما هم أن يطير إليها ... ثبط الوهم عزمه وتأنى

حسبه الله كم وكم منعته ... واهمات عما هوى وتمنى

يتغنى آناً ويسكت آناً ... مشرئباً لغير طيرٍ تغنى

نغماتٍ تثيرها نغمات ... من طيور تجيد ثمة لحنا

هاجها الوجد والغرام فغنت ... بقوافٍ رقت أداءً ومعنى

ما جرت نسمة هنالك إلا ... وتشاكينها ولوعاً وهمنا

يا لغنىً وقفت فيه صباحاً ... كان للعاشقين أحسن مغنى

بينما كنت في مراتع أنسى ... ثم أرعى أثمار عيشي المهنا

فاجأتني بارودة بدويٍ ... أسكنت كل طائر قد تغنى

أرسلتها يد القضاء لتقضى ... عمر ذا البلبل الشجي المعنى

لا تسل كيف فارق العمر قسراً ... بعد ما حرك الجناح وأنا

وأنا ناظر إليه بعينٍ ... ذرفت دمعها فرادى ومثنى

ولمثلي يشجو لكل شجيٍ ... ولمثلي يبكي على كل مضنى

فتفكرت في الحياة إذا هي ... كخيال يلوح وهنا فيفنى

إبراهيم منيب الباجه جي

<<  <  ج: ص:  >  >>