للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ن ولهم في هذا الموضوع حكايات وروايات طوال تضيق دونها هذه المجلة. ونحن نورد هنا حكاية من حكاياتهم إثباتاً لما يزعمونه فنقول

مما يروونه إنه كان لرجل هر قد ألف بيته فسمع ذات ليلة طارقاً يطرق الباب وينادي بصوت جهوري (مام هومر (أي يا عمي هومر) وما سمع السنور هتين الكلمتين إلا وانتفش انتفاشاً عجيباً وذهب إلى الباب وخرج من منفذ كان فيه وولى. فلما رأى الرجل هرب هره قال في نفسه: لا بد لي أن أتعقب هذا الهر لأنظر إلى ما يصير فتأثره من بعيد وإذا بالهر قد انقلب شابا نشيطا وأخرج زمارة من منطقته وهو يسعى وراء الذي ناداه حتى أدرك المنادي وسارا معا إلى أن صارا خارج البلدة وصاحب الهر يتعقبهما. فلما انتهيا إلى مقرهما رأى صاحب السنور نيراناً موقدة وحولها جماعات من الناس ينتظرون قدوم رجل فلما رأوه مقبلا صاحوا جميعهم قائلين: يا مام هومر لم تأخرت إلى الآن فقد مل أهل العرس من كثرة الانتظار فقال لهم: تأخرت إلى أن نام صاحبي. ثم طفق يزمر لهم بالزمارة والحاضرون يرقصون حوله. فلما شاهد صاحب السنور هذا المشهد الغريب رجع إلى بيته ونام إلى الصباح. فلما أستيقظ من نومه وجد الهر يدور في البيت. فقال له صاحبه. يا مام هومر ما يضرك لو زمرت لنا بزمارتك وأطربتنا هنيهة كما أطربت وتطرب غيرنا فلما سمع الهر هذا الكلام ولى هاربا ولم يعد يدخل البيت.

٨ - اعتقادهم بالتمائم

ومن غرائب أو أبدهم اعتقادهم بالتمائم ولعلهم أخذوها أيضاً عن الأشوريين والبابليين لشيوعها بين أجيال تلك العصور وقد يتقلدون التميمة المكتوبة ليدفعوا عنهم مرضاً كالحمى ووجع الرأس والقولنج ونحوها أو لدفع غائلة من الغوائل. وقد يتقلدونها لمجرد الزينة. - وممن أشتهر بصنع التمائم وكتابتها رجل منهم اسمه (كاكه أحمد) الشيخ المتوفى قبل نحو ٢٥ سنة. وكان يكتب التميمة ويشترط على متقلدها شروطاً فإذا قام بها لا يتأثر من الآلات

الجارحة على زعمهم. وكان يكتب نوعاً آخر منها إذا وفى حاملها الشروط التي تشترط عليه لا تؤثر فيه القنابل ولا المدمرات النارية. ويعتقدون إنهم قد جربوا هاتين التميمتين في أثناء حروبهم ومعاركاتهم فلم ينلهم ضرر فرسخت فيهم هذه المعتقدات رسوخ الرواسي. ويقول بعضهم: إننا جربنا هذه التمائم إذ علقناها على شاةٍ ثم ضربناها بالأسلحة

<<  <  ج: ص:  >  >>