للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفوج. والألفاظ كثيرة في مثل هذا الإبدال فكتفيا بما ذكرنا.

إننا وإن كنا نذهب إلى أن أصل الهيلاج هو يوناني إلا أن العرب اخذوا اللفظة عن الفرس. ولهذا إن قال قائل إن الهيلاج فارسية لا يخطئ. وعليه قول العلامة كرلونلينو في كتابه (علم الفلك) تاريخه عند العرب في القرون الوسطى) ص ١٤٦ وهذا نص عبارته: (إن اصطلاحات فارسية مثل الهيلاج والكذخداه والجانجتان كثيرة الوجود في نفس كتب ما شاء الله) - وإن قال قائل إن اللفظة يونانية لا يخطئ أيضاً لأنه يذهب إلى الأصل الحقيقي لا إلى الأصل اسقولة عنه اللفظة أما القول إنها هندية كما أريناه بعضهم فهو عندنا بعيد.

أما مجيء الهيلاج بمعنى عين الحياة فهو ناشئ من مناسبة في كتابة الكلمتين الياس وهلياس أو هلياد في اليونانية. وكما أن العرب يعتقدون إن الياس شرب من عين الحياة فبقى حياً، ذهبوا إلى أن الهيلاج هو عين الحياة. هذا الذي عن لنا في هذه اللفظة وأصلها ومعانيها. وإن كان لاديب غير هذا الرأي فإن المجلة تنشره مع الشكر العظيم.

[بحر النجف]

تؤلف اليوم الكتب وتخطط رسوم العراق والجميع يذكرون (بحر النجف) (والمشهور سابقا بهذا الاسم وهو الذي يسميه بعض الكتاب المعربين) (بحيرة النجف)) كأنه موجود إلى اليوم. وهذا دليل على أن اغلب المصنفين ينقلون الكتب نقلا ولا يحققون الأمور بأنفسهم أو على يد أناس أكفاء. والصحيح أن لا وجود اليوم لبحر النجف فإن مياهه قد نشفت منذ سنة ١٣٠٥هـ ١٨٨٧م) وأصبحت قاعة مزارع ولها أسماء خصوصية كالمشخاب وأم البط والأحيمرات

أما (المشخاب) فسمى كذلك لأن أرضه كانت أعلى مما يجاوره من قاع بحر النجف فكان يشخب ماءه أي يسيله ويدفعه إلى قاع البحر المذكور فنشف باكراً بالنسبة إلى ما حواليه. وسميت الأرض الأخرى أم البط لبقاء البط فيها مدة طويلة وأما لفظة (الأحيمرات) فهي جمع الأحيمر والأحيمرات ثلاثة، قيل له ذلك لاحمرار ترابها. وهناك غير هذه الأسماء وقد ذكرنا أشهرها.

وكان ذوق ماء بحر النجف يختلف باختلاف ما ينصب فيه من المياه. فإذا تحدرت

<<  <  ج: ص:  >  >>